- وقع طرفا النزاع في جنوب السودان علي اتفاق سلام في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا بحضور رئيس الوزراء الاثيوبي هيلي ديسالين وممثل عن الوساطة الافريقية وممثلين عن الاتحاد الاوروبي والامم المتحدةوالولاياتالمتحدةالامريكية . ونص الاتفاق علي وقف القتال في الجنوب بعد 24 ساعة من توقيع الاتفاق ونشر مراقبين من دول هيئة التنمية الحكومية لدول شرق افريقيا "ايغاد" فورا والتزام الاطراف بعزل قواتها عن بعضها البعض وعدم تحريكها حتي يتم التوصل إلى اتفاق دائم لوقف اطلاق النار. ووقع علي الاتفاق عن الجانب الحكومي الرئيس سلفا كير ميارديت فيما وقع عن المتمردين زعيمهم دكتور رياك مشار. وجاء الاتفاق تحت وساطة هيئة التنمية الحكومية لدول شرق افريقيا "ايقاد" لكن الطرفين استجابا للدخول في التفاوض بعد ضغوط مورست عليهما من قبل الولاياتالمتحدةالامريكية والاتحاد الاوروبي. ووفقا للاتفاق، سيتم فتح ممرات آمنه لادخال المساعدات الانسانية للمتضررين من النزاع المسلح في الجنوب وفي كافة أرجاء جنوب السودان . بالاضافة إلى الاتفاق علي حل كافة الخلافات في جنوب السودان بالحوار. كما اتفق طرفا النزاع على تشكيل حكومة انتقالية في جنوب السودان تمهد الطريق لوحدة وطنية وتكون مهمتها الاعداد لدستور دائم لجنوب السودان والاعداد للانتخابات المقبلة . واتفق سلفا كير ومشار على السماح للشركاء الدوليين وكافة المعنيين بالاوضاع في جنوب السودان بالمشاركة في صنع مستقبل جنوب السودان السياسي . وكان الرجلان قد وصلا إلي قاعة التوقيع داخل القصر الرئاسي بعد ان تصافحا في منتصف الطريق قبل الجلوس في المنصة وتوسطهما رئيس الوزراء الاثيوبي هايلي ديسالين. ولم تظهر ملامح الفرح علي ملامح الرجلين وظلا متجهمين طوال فترة التوقيع علي الاتفاق . وشهد جنوب السودان حالة من عدم الاستقرار السياسي الأمني في اعقاب حالة الحرب التي اندلعت في سبتمبر / ايلول الماضي بعد اتهام الرئيس سلفاكير لنائبه السابق رياك مشار ومجموعة من القيادات في الحكومة بالتخطيط لقلب نظام الحكم. وأدى النزاع إلى مقتل الآلاف وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون شخص من مناطقهم بحسب احصاءات الأممالمتحدة التي اتهمت طرفي النزاع بارتكاب جرائم ضد الانسانية. وقال رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت إنه لم يأت إلي اثيوبيا للدفاع عن موقفه موضحا أنه "التزم بعدم العودة إلي الحرب في جنوب السودان بعد الانفصال" مؤكدا التزامه بتوقيع الاتفاق بدون ابطاء ولكنه قال إنه يخشي أن "يقوم الطرف الآخر بانتهاك الاتفاق". وقال سلفا كير، إن "الأولوية الآن هي عودة الاستقرار والتنمية في الجنوب وليس الحديث عمن قام بالانقلاب".وأعرب عن استعداده لإغلاق " تلك الصفحة الدموية من تاريخ بلاده ووجوب توقف القتال فورا". من جانبه قال زعيم المتمردين د. رياك مشار في كلمة خلال توقيع اتفاق السلام إنه جاء إلي اديس ابابا بعد تلقيه الدعوة من ايقاد.وأوضح أنه لم "يكن يعلم انه جاء للتفاوض مع سلفا كير وانما جاء لأمر بسيط". مشيرا إلى أنه "لم يأت بأجندة واضحة لكنه قبل التحدي وقبل بالتوقيع علي الاتفاق". وقال دكتور ريال مشار إن جنوب السودان ظل ينزف لخمسة أشهر.ونفى قيامه ومجموعته بانقلاب قائلا إنه " لم يسع إلي ذلك". وقال مشار موجها كلامه لسلفا كير إنه "ملتزم بإيجاد حل سياسي للأزمة في جنوب السودان". واعتبر أن الاتفاق جيد في محتواه وهو خارطة طريق جيدة لحل مشكلات جنوب السودان. ف ع