رام الله 30-8-2014 صحيفة العرب ( أشارت تقديرات أولية إلى أن تكلفة الحرب الإسرائيلية في غزة التي استمرت 50 يوما، بلغت نحو 12.5 مليار دولار، تتضمن نحو 8 مليارات دولار في الجانب الفلسطيني ونحو 4.5 في الجانب الإسرائيلي. وبدأت وزارات الاقتصاد والعمل والأشغال العامة في حكومة التوافق الفلسطينية، حصر الأضرار التي تعرض لها قطاع غزة، فيما بدأت تصريحات رسمية إسرائيلية، بالإعلان عن الخسائر المباشرة نتيجة الحرب. وقال وكيل وزارة الاقتصاد الوطني في الحكومة الفلسطينية، تيسير عمرو أمس، إن إجمالي الخسائر التي تعرض لها قطاع غزة خلال أيام الحرب تتراوح حتى منتصف الأسبوع الجاري تصل إلى 8 مليارات دولار "شاملة الخسائر المباشرة وغير المباشرة". وأضاف عمرو لوكالة الأناضول، أن هذه الحصيلة أولية، "بينما ستظهر خلال الفترة المقبلة، خسائر لم تكن مسجلة، أو لم تكن ظاهرة للجان حصر الأضرار التي باشرت عملها منذ أسابيع. وقال إن المنهجية التي تتبعها الوزارات في حصر الأضرار وحسابها، ترتكز على دراسة الخسائر التي تعرض لها كل قطاع من القطاعات الاقتصادية، وسيتم خلال الفترة القادمة الإعلان عن الخسائر التفصيلية لكل قطاع. وكان قطاعا الزراعة والإنشاءات، من أكثر القطاعات التي تكبدت خسائر كبيرة خلال فترة الحرب الأخيرة، وبلغت خسائر الزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، في حصيلة أولية صادرة عن وزارة الزراعة، منتصف الأسبوع الجاري، قرابة 780 مليون دولار. وتعرض أكثر من 70 بالمئة من الأراضي المزروعة، للقصف، بحجة أن صواريخ الفصائل الفلسطينية تنطلق منها، أو أن أسفلها تمتد أنفاق باتجاه الأراضي الإسرائيلية، خاصة تلك الأراضي الواقعة على الحدود. وقصفت إسرائيل مزارع للدواجن والأبقار والأغنام، ما أدى إلى نفوق نحو نصف الثروة الحيوانية في القطاع، وفقاً لوزارة الزراعة، عدا عن قصف مراكب الصيادين، والمياه الإقليمية المسموح للصيادين دخولها، ما أدى إلى شح الأسماك في تلك المناطق. وكان قطاع الإنشاءات والمباني قد شهد أكبر ضرر خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، حيث تم تدمير نحو 17 ألف منزل ومنشأة بشكل كلي، وفق لإحصائية المركز الأورومتوسطي، عدا عن تضرر نحو 35 ألف منزل بشكل جزئي. لكن دراسة المركز الأورومتوسطي، وغيرها من الإحصاءات الصادرة عن الحكومة الفلسطينية، لم تذكر أرقاما دقيقة بشأن الخسائر. وتأثر القطاع الصناعي بشكل كبير خلال الحرب الإسرائيلية نتيجة استهداف أكثر من 360 منشأة صناعية، وتوقفها عن العمل بشكل كامل، عدا عن مئات المنشآت الأخرى التي توقفت عن الإنتاج بسب صعوبة وصول العاملين إليها، بحسب وزارة الأشغال العامة. وقال شاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين إن نحو نحو 310 آلاف عامل وموظف لا يزالون بدون عمل حتى الآن. وأضاف إن تدمير إسرائيل لأكثر للمنشآت صناعية، أدى إلى فقدان الآلاف لوظائفهم، ونسبة منهم تحتاج إلى شهور حتى يعودوا إلى أماكن عملهم، بسبب الضرر الناتج عن قصف منشآتهم ومصالحهم". على الجانب الإسرائيلي ذكر تقرير لوزارة المالية الإسرائيلية أن حجم الخسائر المباشرة فقط يصل إلى نحو 3.5 مليار دولار، بينما اجتهدت مؤسسات رسمية وإعلامية في تقدير حجم الخسائر، وتراوحت التقديرات عند نحو 4.5 مليار دولار. وتوقف مطار بن جوريون عن العمل بشكل متقطع خلال فترة الحرب، فيما علقت شركات طيران عالمية رحلاتها باتجاه تل أبيب، وكذلك الحال في ميناء اسدود البحري الذي توقف بشكل جزئي أثناء الصراع. وتعرض القطاع السياحي الإسرائيلي إلى خسائر، نتيجة تراجع عدد السياح بنسبة 30 بالمئة خلال فترة الحرب، وفق إحصائية لوزارة السياحة، ما أثر على القوة الاستهلاكية في الأسواق، ونسبة إشغال الفنادق والمرافق السياحية.