- نظمت اللجنة العليا لمعرض الخرطوم الدولي للكتاب مساء أمس ندوة ثقافية كبرى حول دور الآداب والفنون في قضايا الراهن " . وشارك فى الحديث فيها الدكتور نبيل محيش الأستاذ الجامعي والروائي ن السعودي و الدكتور محمد المهدى بشري الكاتب والأكاديمي السودانى والدكتورة سعيدة خاطر الكاتبة وعضو مجلس الدولة بسلطنة عمان وأدار الندوة الشاعرة الإعلامية روضة الحاج وذلك بتشريف وزير الثقافة الأستاذ الطيب حسن بدوى ووكيل الوزارة الأستاذ عبد الإله أبوسن رئيس اللجنة العليا للمعرض وبمشاركة جمهور كبير من المثقفين والشعراء والأدباء ورواد المعرض . وابتدر الحديث الدكتور محمد المهدى بشري الذي أوضح أن العالم يمر بمرحلة الثورة الثالثة التي تمثلها الثورة الرقمية الإلكترونية وعصر الصورة والسيطرة للإعلام مشيراً إلى أنها من أخطر الثورات في تاريخ البشرية وتمخضت عنها العولمة وأن أكثر محاسن العولمة أن جعلت الأدب يتسم بالإبداع . وأشار بشرى الي أن هذا الواقع أصبح ملائما للرواية أكثر من الشعر لما فيها من تجسيد مضيفا بأنه يعلل الطفرة التي حدثت في هذا المجال في السنوات الأخيرة واصفا الرواية بأنها سيدة العصر، لافتا إلى أن ما صدر من روايات في السودان في الألفية الجديدة يعادل ما صدر منها منذ الثلاثينات من القرن المنصرم معتبرا أن الشعر كان مناسبا للفلسطينيين في فضحه للمستعمر الاسرائيلي. وأكد بشري الدور الكبير الذي يقوم به الأدب وإسهامه في مناحي الحياة المختلفة وأشار إلى أن المبدع ليس سياسيا وأنما هو منتج لخطاب إبداعي سردي أو قصصي ورأي أن السلطة والواقع السياسي لعبت دورا في التسهيل للمبدعين . وأشاد الدكتور نبيل محيش بدور السودان أبان أحداث غزة ووقوفه إلى جانب الفلسطينيين، شاكرا وزارة الثقافة ولجنة المعرض لإقامة الفعاليات الثقافية وهذه الندوة التي تتعلق بقضايا الأمة المعاصرة مؤكدا أن دور المبدعين لا ينفصل عن قضاياهم وأضاف بأن عالم اليوم تديره وتحكمه الكلمة وأن هزيمة إسرائيل في غزة كانت بسبب الإعلام الجديد والذي بدايته الكلمة مشيرا لما تتعرض له الأمة من هجمة شرسة ومؤامرة وتعدد القضايا مما يتطلب وقوف الأدباء. وأبان أن الأديب لا يقف فقط عند نشر أدبه مؤكداً ضرورة أن يعمم أراءه بالوسائل الحديثة والفن ، داعيا لأن يهتم العرب بأدب الخيال العلمي كما يهتم به الغرب . . وأشادت الدكتورة سعيدة خاطر في حديثها بالسودان وشعبه ووصفته بأرض الشعر والشعراء والمثقفين والمروءة والنخوة، كما أشادت بوقوفه المشرف مع غزة. وأوضحت بأن المبدع ليس سياسياً كما انه ليس بمصلح اجتماعي أو دعوى وأضافت بأن الالتزام لا يفسد الفن والأدب بقدرما ما يفسده التخريب والتعصب لجهة ما . ودعت إلى عدم تقييم النص بفعل المضمون وإلى عدم اغتيال الشاعر أيدولوجياً بسبب الانتماء بشتى صنوفه.واكدت بأنه لا ينبغي للأدب والفن أن ينفصلا عن الواقع ، وبهذا تتحول الايدولوجيا إلي هدف يسعى إليه الجميع . ام/ام