شيعت مدينة رفاعة صباح اليوم الأحد قامة من القامات الوطنية بالسودان الشاعر القومي محمد عثمان عبد الرحيم صاحب نشيد/ اناسوداني /الذي وافته المنية مساء أمس السبت عن عمر يناهز المائة عام . و شهد مراسم التشييع جمع غفير من مواطني رفاعة وعدد مقدر من القيادات الشعبية والسياسية بولاية الجزيرة ومحلية شرق الجزيرة يتقدمهم وزير الثقافة بالولاية الفاتح احمد الفكي ومدير عام الوزارة د .خوجلي احمد الصديق و المهندس السموأل عبد الله الامين معتمد محلية شرق الجزيرة . والفقيد ولد برفاعة عام 1914م لأب ينتمي لشمال السودان بمنطقة المقل. وحفظ القرآن برفاعة التي حطت بها رحال أسرته، فكانت الأجزاء الثلاثة الأخيرة من القرآن الكريم ومعرفة القراءة والكتابة ومن ثم كانت المرحلتان الكتاب والابتدائية «الأولية».و التحق بكلية غردون التذكارية حيث شاء حظه أن يكون ملتحقاً مع مجموعة من الطلاب الذين كان لهم دورا كبيرا في تاريخ السودان الأدبي والسياسي والفكري كذلك، فكان من ضمن الطلاب الإعلامي فيما بعد عبد الرحمن الياس والمسرحي والإعلامي الأشهر في فترتي الستينيات والسبعينيات الأستاذ فهمي بدوي والسياسي يحيى الفضلي الذي التقاه في السنوات الأخيرة له بالكلية زائداً الناشطين الثوريين الصديق عبد الرحمن المهدي ومكي المنا قائد إضراب الكلية في أكتوبر 1931م. أصبح محمد عثمان عبد الرحيم أحد ناشطي جمعية الزعفران الوطنية، وهي الجمعية التي كانت تقود النشاط السياسي بالكلية.. وتحديداً في الفترة ما بين 1931 وحتى 1942م، وهي فترة بدايات معرفته كشاعر صغير في سنه.. وفي 1933م عمل الشاعر محمد عثمان عبد الرحيم معلماً بمدرسة الشيخ بابكر بدري لعامين، ومن ثم التحق بالعمل بالسكة الحديد بعطبرة موظفاً.وكانت ثقافة الشاعر محمد عبد الرحيم هي زاده نحو تفرده في كتابة الشعر والنثر. وتوفر على كتب التراث والأدب العربي فقرأ لفحول شعراء العربية المتنبي أبو العتاهية الأخطل وأبو العلاء المعري. من أولى قصائده العاطفية: الدرة الفريدة هاجراني هالكني ريدة بشرح قصيدة كالقنديل بارز نهيدا عيناها صيدة شن شافت لسه وليدة وفي عام 1946م كتب الشاعر أيقونته وأيقونة الشعر الوطني السوداني «أنا سوداني» كل أجزائه لنا وطن إذ نباهي به ونفتتن نتملى جماله لنرى هل لترفيه عيشه ثمن وفي عام 1942م شارك في مسابقة القسم العربي لهيئة الإذاعة البريطانية في الشعر فكان أن أحرز المركز الثاني بعد الشاعر السوري بشارة الخوري «الأخطل الصغير». للشاعر الفخيم قصيدة غنائية أخرى اشتبك المهتمون بفن الغناء في نسبها له والشاعر حسن دراوي، وهي «الندامى»، فبينما يقول معاصرون لبث الأغنية إنها من كلمات الشاعر حسن دراوي إلا أن آخرين ينسبونها للشاعر محمد عبد الرحيم وهي من ألحان وغناء الفنان الخير عثمان للشاعر تاريخ ناصع في مقارعة الاستعمار بالشعر والكلمة، فكان أن أودع السجن لمرتين الأولى عام 1944م والثانية عام 1948م. ومازال الشاعر العظيم متقد الذاكرة قوي الإصرار على العيش في كبريائه كما كان في الأربعينيات والخمسينيات.