- تقلصت آمال الأوروبيين في فرص الدفع بالحوار بين فرقاء الأزمة في ليبيا، بعد التصعيد الخطير الذي بدأته السبت الماضي، قوات "فجر ليبيا"، المكونة من فصائل مسلحة وجماعات متشددة مسيطرة على طرابلس، للسيطرة على المرافق والمنشآت النفطية في شرق البلاد، ودعوا مجلس الأمن الدولي لاتخاذ عقوبات ضد من يعرقلون الحوار. ورغم التطورات المسجلة في محيط الهلال النفطي الذي يحتضن المرافئ النفطية الرئسيية، لا يزال الاتحاد الأوروبي "ظاهريا" متمسكا بدعم جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، الهادفة إلى إرساء حوار بين فرقاء الأزمة، لكن دون كبير أمل. وقال خبير أوروبي في بروكسل -حسب ما نقل موقع "بوابة الوسط"- إن تحالف "فجر ليبيا" مع "أنصار الشريعة"، المصنفة تنظيما إرهابيا، قلب المعادلة الأمنية بالنسبة للأوروبيين. وبعد أن امتنع الاتحاد الأوروبي عن إصدار أي موقف رسمي تجاه الوضع الليبي، نهار الاثنين، خلال اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل، أصدرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فدريكا موغيريني بيانا حمل معالم تغير واضحة في الموقف الأوروبي، لصالح مزيد من الدعم للشرعية في ليبيا، مما يوحي بوجود خطة "بديلة" لدى الأوروبيين، وفق نفس الخبير. وجدّد الاتحاد الأوروبي، في البيان الصادر، اليوم الثلاثاء، دعمه القوي لجهود الأممالمتحدة لجمع الأطراف الفاعلة الرئيسية في حوار حول مستقبل ليبيا، والدفع بعملية غدامس للحوار إلى الأمام. وشدد البيان على أنه "ليس هناك بديل عن الحل السياسي القائم على الحوار والاحترام والثقة". وأعلن الاتحاد إدانته للعنف الذي يؤثر بشكل كبير على السكان المدنيين، ويقوّض احتمالات التوصل إلى تسوية تفاوضية سلمية. لكن بيان موغيريني حرص على القول إن العمليات العسكرية الأخيرة المسجلة في عطلة نهاية الأسبوع، تثير القلق بشكل خاص، في إشارة إلى محاولات قوات "فجر ليبيا" السيطرة على المرافق النفطية بقوة السلاح. ودعا الاتحاد كافة الأطراف إلى ضبط النفس ودعم دعوة الأممالمتحدة لوقف إطلاق النار، وذلك لإعطاء مساحة ضرورية من أجل حوار وطني شامل. وكانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا التي ترعى مبادرة الحوار الذي أرجئ لأجل غير مسمى بعد أن كان مقررا في 9 ديسمبر الجاري، بسبب الصعوبات التي وضعتها الأطراف المعنية في اللحظة الأخيرة، أعلنت أنها وضعت اللمسات الاخيرة لجمع الفرقاء الليبيين قريبا على مائدة المفاوضات.