-احتفى مركز راشد دياب للفنون وبرعاية شركة زين في منتداه الدوري مساء أمس بشيخ النقاد السودانيين الأستاذ مرغني البكري تحت إطار "أهل الإبداع " . وتحدث في الأمسية كل من البروفيسور على محمد شمو ، والباحث الأستاذ بشرى النور والمخرج الأستاذ شكر الله خلف الله والأستاذة الصحفية حنان عبد الحميد" أم وضاح " وقدم وأدار المنتدى الأستاذ عوض احمدان . واستعرض البروفيسور على شمو في بداية الأمسية تاريخ الإذاعة السودانية مشيراً إلى بداياته الأولى في الإذاعة المصرية إلى جانب عثمان محمد العوض ، وحسن عباس صبحي مؤكدا ان الإذاعة السودانية نهضت على أفكار وإبداعات مجموعة من الرواد في هذا المجال ، بجانب إلقاء الضوء على المحيط والجو العام لمدينة امدرمان وأحيائها في تلك الحقبة مشيراً إلى أهم المعالم والظواهر التاريخية التي شكلت بعضاَ من ملامح المدينة منها سوق الموية وقهوة جورج مشرقي . وقال شمو إن هذين المعلمين يشكلان أهم نقاط التجمع لكثير من المبدعين من أدباء وفنانين وسياسيين ، إضافة إلى قهوة ود اللقيا وقهوة يوسف ود الفكي ، وذهب شمو إلى أن مرغني البكري كان واحداً من رواد هذه المناطق التاريخية التي ظلت جزءً من مسيرته ثم تحدث البروفيسور شمو عن لقائه بالأستاذ البكري في هذا الجو الإذاعي ، وقال نشأت بيننا صلة قوية جداً من الصداقة والزمالة ، وأكد أن مرغني البكري كان رجلاً عصامياً في تعامله ، ويمثل واحداً من الذين أرسوا قواعد النقد الفني والرياضي في السودان ، إذ يتميز نقده بالموضوعية ولا يجنح للابتزاز فكان دقيقاً في نقله للأخبار والموضوعات التي يتطرق لها بالإضافة إلى انه كان يتفادى الألفاظ الجارحة لذا نجد أن هذه الموضوعية لم تخلق له عداوات مع شخص ، وخلص البروفيسور على شمو في إضاءته حول مسيرة مرغني البكري إلى أن مرغني يمثل أحد المصادر الأولية في مسيرة النقد الأدبي والرياضي داعياً إلى ضرورة الرجوع إليه . و تطرق شمو إلى الحديث عن مجلة الصباح الجديد التي كان يصدرها حسين عثمان منصور مشيراً إلى أن مرغني البكري كان أحد كتابها ،إضافة إلى مجلة هنا امدرمان. وتطرقت الأستاذة حنان عبد الحميد المعروفة بأم وضاح إلى الجوانب الإنسانية في حياة ومسيرة مرغني البكري ، وقالت إنه يتمتع بالشفافية والروح الطيبة وتري أن مرغني رفد الساحة الفنية بالعديد من الأسماء والتجارب وطالبت أم وضاح بضرورة كتابة سيناريو لمسلسل يحكى تاريخ وتجربة مرغني البكري. وحكي الباحث بشرى النور ارتباط مرغني البكري بمدينة امدرمان وأكد أن البكري يمثل ثروة معنوية كبيرة ويحمل في كاهله عبء سنين طويلة من الإبداع . وتحدث كذلك المخرج الأستاذ شكر الله خلف الله فقال إن مرغني البكري لا ير الأحداث بعيون الآخرين بل كانت له رؤية خاصة به وأضاف أن هذه الرؤية دفعته إلى أن يقف مع كل التجارب الإبداعية فكان يترك مساحات واسعة لهم مما يؤكد ما ذهب إليه واعتبره رمزا من الرموز التي نراهن بها في الوطن العربي ، كما دعا إلى أن يتحول تراث هذا الرجل وتاريخه إلى كتاب حتى يكون مرجعاً وذاكرة تمكن الأجيال القادمة إلى الرجوع إليها ومن جانبه تبرع لإصدار هذا الكتاب بمبلغ ألف جنيه . وفى ذات المنحنى أكد الأستاذ التجاني الأصم بأن هذا الكتاب سوف يكون واحدا من اهتماماتنا وذلك بالتنسيق مع مركز راشد دياب للفنون.