ما عادت المواقع الأثرية والسياحية بالبلاد يرتادها السياح من الأجانب والسودانيين بهدف «النزهة» فحسب، فقد تعاظم دورها وأصبحت تشكل رافداً أساسياً لاقتصاديات البلاد، وحظيت السياحة في الآونة الأخيرة باهتمام كبير على المستويين الرسمي والشعبي، وتمدد التعاون في مجال الآثار وانتقل من مرحلة المحلية لمرحلة العالمية.. فقد شهدت قاعة الصداقة مؤخراً الاحتفال بمرور خمسين عاماً على التعاون بين السودان وبولندا في مجال الآثار، والذي حظيّ بحضور مميز للمسؤولين في الدولة، على رأسهم د. بابكر نهار وزير الآثار والسياحة والحياة البرية، والمشير عبد الرحمن سوار الدهب الرئيس الأسبق، والأستاذ فتحي خليل والي الشمالية، بجانب مدير مركز أبحاث آثار البحر الأبيض المتوسط بالقاهرة ومدير عام الهيئة العامة للآثار.. وخاطب الجلسة الافتتاحية وزير الآثار ممثل رئيس الجمهورية، والذي قال إن الاحتفال يمثل نقطة انطلاقة حقيقية لتحقيق أهداف اللجنة العليا لتأهيل دنقلا العجوز، مشيراً إلى أن زيارة الوفد الميدانية للمواقع الأثرية بمنطقة دنقلا العجوز تمثل دفعة قوية للجنة العليا لشحذ واستنهاض الهمم. وتناولت الجلسة الأولى والثانية دور علماء الآثار البولنديين في السودان، وسلطت الضوء على كثير من المواقع الأثرية علمياً وتاريخياً للمزيد من التوثيق لحضارة السودان لا سيما الحضارة النوبية وحضارة دنقلا العجوز والتي نالت حظاً أوفر من الاهتمام من قبل البعثات البولندية خلال ال«05» عاماً الماضية. وكان للتعاون بين الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومتحف وارسو والمركز البولندي وغيرها من الجهات ذات الصلة، القدح المعلى في تسليط الضوء على المزيد من الآثار القيمة التي تنتظر الكشف عنها ومن ثم الإعداد لملف متكامل عن موقع دنقلا العجوز توطئة لضمه للسجل العالمي للتراث. وأوصى المشاركون في الندوات التي صاحبت الاحتفال، على ضرورة تنشيط وتفعيل اللجنة العلمية الفنية ولجانها القديمة للاستفادة القصوى من النتائج والمخرجات العلمية للندوات والمنتديات التي صاحبت الاحتفال. وأكدوا على أهمية عقد ندوة تنويرية لمواطني منطقة دنقلا العجوز عن مهام واختصاصات اللجنة العليا وخطة عملها، بالإضافة لتنويرهم عن دور البعثات البولندية وعملها في المنطقة، وطالبوا بضرورة الإسراع في ترتيب لقاء تنويري للشخصيات المختارة من رجال الأعمال والمستثمرين ووكالات السفر والسياحة لدعم اللجنة العليا مادياً ولوجستياً ومعنوياً.