في آخر أقواله قبل وفاته بأسابيع قال المهاتما غاندي كلمته التي خلدها التاريخ وهي أن الحب أعظم قوة يملكها العالم، وهذه القوة الجبارة هي ما دفع بالأمير وليم ولي عهد بريطانيا بالسير على خطى والده والارتباط بمعشوقة قلبه وأميرة قلوب البريطانيين الجديدة (كاترين مديلتون) المشهورة ب(كايت)، في أضخم وأفخم زفاف ملكي شهدته أوربا خلال السنوات القليلة الماضية، ليحطم (وليم) بهذا الزواج كل الحواجز والقيود الموجودة منذ قرون بين العائلة المالكة وعامة الشعب في تجربة تعد هي الثانية من نوعها بعد تجربة والده الأمير (تشارلز) ووالدته الراحلة أميرة ويلز ديانا. رغم المنصرفات الضخمة والتكاليف الباهظة لهذا الزواج إلا أنه لاقى استحسان الكثيرين، وأدخل البهجة في قلوبهم.. كما أنه لاقى استهجان البعض، لأن بريطانيا أصبحت تطبق سياسات اقتصادية صارمة وركبت موجة التقشف التي تجتاح معظم شعوب أوربا هذه الأيام، فقد أنفقت الدولة على تكاليف الزفاف وتحضيراته ملايين الدولارات والتي يرى بعض المعارضين أن خزينة الشعب أولى بها، إلا أن الإنجليز قد تجاوزوا عن هذه المنصرفات الطائلة من أجل عيون وليم وسعادة عروسه (سندريلا) زمانها (كيت)، فقد استطاع وليم وشقيقه (هاري) عبر ذكائهما الاجتماعي الحفاظ على ماء وجه العائلة المالكة وكرامتها لسنوات عبر تجنبها التصرفات الطائشة والجامحة للشباب في سنهما، وذلك لمحو آثار حادثة الوفاة الدراماتيكية لوالدتهما وصديقها المليونير المصري (دودي الفايد) التي ملأت الدنيا وشغلت الناس ووجهت فيها أصابع الاتهام نحو جدتها الملكة (اليزابيث) وجهاز أمن العائلة المالكة. يذكر أن (ديانا) انفصلت عن والدهما تشارلز بعد فضيحته المسجلة على شريط مع صديقته آنذاك وزوجته الحالية كاميلا، واتخذت الفضيحة اسم كاميلا جيت مثل فضيحة نيكسون في ووترجيت، وفضيحة الأسلحة مع إيران واسمها إيران جيت. ويرى الكثيرون أن أسباب تصدع العائلة المالكة آنذاك هي صحيفة (التايمز) التي نشرت مسلسلاً عن مدى سوء العلاقات بين ولي العهد وزوجته ديانا، وكانت صحيفة التايمز من أكثر الصحف وقاراً واحتراماً.. ولكن بنشر هذه السلسلة أنحطت إلى أدنى مستوى إعلامي وأخلاقي على حد تعبير الناطق الرسمي باسم الملكة... وعليه وبعد هذا الزفاف الأسطوري الذي قوبل بالبهجة والدموع والابتسامات، يأمل الكثيرون أن تحفل دوقه كامبردج كيت.. ومحبوب بريطانيا الأول بحياة هانئة بعيداً عن كاميرات الإعلام والصحف الصفراء.