في إنجاز علمي سوداني وبنجاح كبير تم إطلاق أول قمر اصطناعي سوداني على يد سودانيين و بمكونات محلية.. ويعتبر هذا الإنجاز الأول من نوعه في دول شمال أفريقيا.«آخر لحظة» التقت البروفيسور سامي محمد شريف أستاذ علوم الاتصالات ونظم المعلومات بكلية الهندسة جامعة الخرطوم والعميد الأسبق لكلية الهندسة ويشغل حالياً أمين الشؤون العلمية بالجامعة وهو المشرف على عمل القمر الصناعي «كيونسات» ليحدثنا من أين جاءت الفكرة، ولماذا وجد هذا المشروع أولوية دون المشاريع الأخرى والجهات التي شاركت في نجاحه، بجانب الفوائد التي يقدمها المشروع مستقبلاً؟ ü ابتدر بروفيسور سامي حديثه قائلاً إن فكرة «الكيوبسات» أساساً الهدف منها أن يقوم الطلاب بتصميم وتنفيذ قمر صناعي بمكونات تجارية وبحجم صغير يبلغ «10*10» سنتميتر ويقوم بمهام محدودة، ونلاحظ أن في كثير من الدول تم تنفيذه في الجامعات مثل أمريكا والهند وتركيا وغيرها، ونجد أن الجامعات التي أطلقت أقماراً صناعية تعليمية خاصة بها في العالم أكثر من «140» جامعة، لذلك كانت فكرتنا أن نسير في نفس الاتجاه وذلك من قبل ثمانية عشر شهراً تقريباً وبمبادرة من دكتور نادر عبد الحميد وتم تعيين تهاني مديرة للمشروع وخمسة من الطلاب الخريجين وبمشاركة معهد أبحاث النيل، وأول مهمة كانت تجهيز المحطة الأرضية التي تستقبل الإشارات من القمر الصناعي. ü ويضيف البروفيسور أن هذا المشروع وجد أولوية نسبة لأن أبحاث الفضاء بالنسبة لنا متأخرة وليس هناك اهتمام بها في الجامعات، ومعلوم أن هذا دور الجامعات وهذا دورنا لنقل التقنيات وتدريب الكوادر لإخراج مهندسين أكفاء في هذا المجال. ü ويضيف أن الجهات التي شاركت هي جامعة الخرطوم كلية الهندسة ومركز النيل للأبحاث، كما وجدنا تشجيعاً كبيراً من الهيئة القومية للاتصالات، تتمثل في إعطاء الطلاب مهارات وخبرة وتطوير هندسة علوم الفضاء في التعليم الجامعي، بجانب وجود منظومة لمتابعة ومراقبة الأقمار التابعة لجهات مختلفة والتحكم في هذه الأقمار عن بعد. ü وفي الختام أكد شريف أن هذا عمل ممتاز وجيد أكثر مما كنا نتوقعه نسبة للإمكانيات المحدودة، وأشار إلى أنه سيكون إضافة حقيقية للتطور في أبحاث السودان ودعائم لهندسة الفضاء في هذا البلد.