كلنا نحتفظ بمساحة كبيرة ل د. عمر محمود خالد رغم مريخيته الفاقعة لإنسانيته وإبداعه وحبه لهذا التراب وهذا الوطن. يكفي د. عمر «خمسة سنين» و«حلم الأماسي» و«يا سيدة لا».. ويكفي «صحة وعافية» لنمنحه شهادة حب الوطن. أنا سعيد أن يكون د. عمر من قرأ هذه الزاوية ومحل إشادته وهو الذي قال في حقه أحد أصدقائه «عمر خالد ما كبير كبرته الشطارة».. عمل طبيباً للمريخ وهو لا زال في مرحلة الامتياز.. وجلس في دكة الإبداع مع الكبار.. كعبد الله الطيب ود. عون الشريف قاسم وهو لا زال طالباً في مراحله الأولى بالجامعة. د. عمر أخجل تواضعي وهو يقول في حق «خارج الصورة» إنه يتابعها.. و«أظنه» قال لاهتمامها بقضايا الشعب الحقيقية.. ثم قال جملة جميلة أطربتني «نلتقي مع محبة هذا الشعب وعشقه وخدمته ومعزته ووحدته وسلامه». في عمود الأمس أهديت القراء ثلاث نكات قلت إنها تتناسب والظرف الحالي الذي يمر به هذا المواطن.. وتساءلت ومجمع الفقه يبيح الاستدانة من أجل الأضحية وقلت الحال من «بعضو»!!.. «من وين يدينوا الناس»؟.. د. عمر أهدى لنا نكتة رابعة تقول إن تاجر دجاج قادم من النيل الأبيض أوقفته نقطة جبايات في الدخينات.. وسألوه ماذا يأكل الدجاج.. قال: دخن.. طلبوا منه رسوم مائة ألف.. في الكلاكلة تكرر السؤال قال الرجل وهو يحاول أن يخفف من الرسوم قليلاً دجاجي يأكل الفتريتة ويجري وهو فرحان.. طلبوا منه دفع رسوم 70 ألف.. في السوق الشعبي وجد نفس السؤال.. هذه المرة قال لهم بديهو قروش يمشي يأكل بطريقته. ضحكنا على الدراما ولكننا تساءلنا بما يشبه «المرارة» وهي هنا فقع «المرارة» ليست «المرارة» المجاورة «الشية» بالشطة والليمون تساءلنا لماذا الخروف بالقسط .. والعرس بالقسط.. وكرتونة رمضان بالقسط «الكلام ده لزومو شنو».. اتفقنا على أن التحولات الاقتصادية التي حدثت كانت كبيرة والشعب السوداني يمر بظروف قاسية وكل هذه المشاكل تمر عبر هذه البوابة!! اندهشنا: كيف يعتمد الاقتصاد السوداني على أنبوب نفط الجنوب وعلى رسوم العبور ولا يعتمد على 200 مليون فدان صالحة للزارعة حبا الله بها هذه الأرض عن سائر أراضي الدنيا؟! د. عمر بلغة صحة وعافية قال دائماً أقول ما في حل لمشكلة الفشل الكلوي إلا بالزراعة.. وما في حل للاقتصاد السوداني إلا بالزراعة. سردنا على سماعات التلفون بعض قصص الحياة اليومية المؤلمة والمخجلة.. عمال يذهبون آخر الليل لأخذ «الكرتة» من المطاعم وصالات الأفراح بعد منتصف الليل ويسألون الله الستر ويرفعون الأكف اللهم نشكو إليك ضعفنا وقلة حيلتنا. و مشردون يأكلون بقايا «وسخ» السمك في المطاعم..!! هل هذا يكفي؟.. لا أعتقد ومع ذلك يختم د. عمر المكالمة بلغة الوسط الرياضي ويقول المشكلة أي زول أضحى يلعب لصالح «ورقو».. ونختم مع د. عمر الذي يقول في إحدى روائعه: يا بلد أصبحنا كيف! وكيف عيونك من وجع سهر الليالي الحايرة في الصيف والخريف! تسلم إنت من المصاعب والمتاعب والجراحات والنزيف.. أصبحنا كيف؟