في خطوة أشبه بالفاجعة، ولحظات مرة عاشتها جماهير الهلال، طوال نهار أمس، نفذ مجلس إدارة نادي الهلال قرار رئيسه الأمين البرير وقام بإنهاء خدمات كابتن الفريق وعميد اللاعبين هيثم مصطفى وزميله علاء الدين يوسف لاعب الوسط، خلال حركة تنقلات وتسجيلات اللاعبين.. ففي القوت الذي أغلقت فيه السلطات الكباري بسبب مظاهرات في جامعة الخرطوم، استقبل أعضاء مجلس الهلال حالة الحذر وتسلل هاشم ملاح الناطق الرسمي باسم النادي وابوبكر محمد عبد اللطيف عضو المجلس وعماد سيد مدير النادي، تسللوا في هدوء ظهر أمس لمكاتب اتحاد الكرة وسلموا لجنة التسجيلات ممثلة في علي الأمين رئيس اللجنة خطاب إنهاء خدمات الثنائي مع إيداع مستحقاتهما في خزانة اتحاد الكرة ورفض هاشم ملاح الحديث لوسائل الإعلام وخرج الوفد بذات الطريقة التي دخل بها، وبعد ذيوع الخبر وشيوعها عبر الوسائط الإعلامية، انتشر كالنار في الهشيم وبدأ أنصار الهلال في التوافد والهتاف باسم اللاعبين، مع رفع صورهم، وقد بكى عدد كبير من الجماهير الهلال على قرار شطب الثنائي الذين وصفوهم بأبناء الهلال، واحتشد أنصار الهلال بكثافة مما بوابة اتحاد الكرة القديم بشارع البلدية ولم تجد الشرطة المكلفة بتأمين التسجيلات خياراً غير إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم فسقط بعضهم مغمياً عليه فيما استقل الباقون بصاً توجهوا به نحو دار النادي في امد رمان، الذي شهد تجمعاً كبيرا ًمن المشجعين الذين أدانوا شطب هيثم مصطفى وعلاء الدين يوسف. ولم يكن مجلس الهلال متحمساً لتنفيذ قرار الشطب أمس إلا ان وجد نفسه مجبراً على ذلك بعد الضغط الذي مارسه عليه الفرنسي غارزيتو مدرب الفريق الذي اصرر على شطب اللاعبين قبل مغادرته أمس لفرنسا.. وقد أعلن عدد من نجوم الفريق الكبار مناهضتهم للقرار الذي وصفوه بالظالم والجائر وأعلنوا تضامنهم مع القائد هيثم مصطفى وعلاء الدين يوسف، مع توصيل رأيهم الرافض للشطب لمجلس الإدارة لاتخاذ ما يراه مناسباً في حقهم.. ومن جانبه إختصر هيثم مصطفى تعليقه على شطبه من الهلال بعبارة (هذا هو حال الكرة)، فيما فضل علاء الدين يوسف الصمت. ويعتبر هيثم مصطفى أطول لاعب عمراً في تاريخ الهلال خلال السنوات الثلاثين الماضية كما تولى شارة قيادة المنتخب الوطني أكثر من خمس سنوات وقاد السودان للفوز ببطولة شرق ووسط إفريقيا عام 2006 بعد غياب دام ربع قرن، كما قاد السودان للوصول لنهائيات كأس الأمم الإفريقية بغانا عام 2008 بعد غياب دام 32 سنة, هذا بالإضافة لقيادة فريقه الهلال لمرحلة مجموعات بطولة كأس الكونفيدرالية الإفريقية عام 2004 كأول نادي سوداني يصل إلى هذه المرحلة بعد تغيير نظام البطولة، وقضى 18 عاماً مدافعاً عن شعار الهلال رفع فيها كأس الدوري الممتاز 8 مرات، فيما أمضى علاء الدين يوسف ست سنوات حيث انضم للهلال في ديسمبر 2006 قادماً من المريخ.