إنفلونزا الطيور أعلنت عن حضورها مرة أخرى وهي ترتدي ثوب جديد مطرز بفايروسات تستعصى على أعتي مضادات أو عقاقير ، لا أحد طبعا يدري إلى أين تسير سفينة الامراض والاوبئة في العالم ؟ قبل اكثر من عشرين عاما او تزيد كان مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز في طور البيات الشتوي ، المرض القاتل فجاة اجتاح البشرية وحتى تاريخه لا يزال العالم يجتهد ويحاول تجريب عقاقير لايقاف زحف الفيروس القاتل ، قبل الايدز عاش العالم في القرن الماضي رعب مرض الجدري الذي كان يقضي على الملايين سنويا في آسيا وافريقيا ، يقال ان فيروس الجدري تحتفظ به كل من امريكا وروسيا في اماكن لا يعرفها حتى الجن الازرق وذلك لامكانية استخدام الفيروس ضمن اسلحة الدمار الشامل ، صدقوني لا يستبعد احد ان تستخدم القوى العظمى في مثل هذا السلاح الخطير كما هو الحال بالنسبة لفيروس الجمرة الخبيثة ، على فكرة يقال ان وزارة الدفاع الامريكية سبق وان اشترت لقاحا بقيمة 30 مليون دولار ضد الجمرة الخبيثة ، طبعا لا اقصد هنا الجمرة الخبيثة حقتنا فهي رغم تبعاتها المالية الا انها ارحم من جمرة الامريكان والروس ، على فكرة آخر حالة اصابة بمرض الجدري اكتشفت في العام 1977 بالصومال ، بالمناسبة بعد مرض الايدز شهد العالم العديد من الوبائيات مثل الحمى الصفراء والايبولا واخيرا انفلونزا الطيور التي لا يزال العالم يحبس انفاسه خوفا من ضربتها الماحقة ، ولأن سفينة الامراض لا تتوقف فان منظمة الصحة العالمية اطلقت قبل فترة صيحة تهز الجبال ، الصيحة اشارت في طياتها الى ان العالم مقدم على مرحلة خطيرة من ظهور اوبئة شبيهة بالايدز والايبولا قد تؤدي بحياة الملايين خلال السنوات المقبلة ، وذكرت المنظمة أن الامراض والاوبئة اصبحت سريعة الانتشار اكثر من قبل كما ان علاجها اصبح معقدا ومكلفا ، طبعا كلام المنظمة في محله فكل شيء في العالم اصبح سريعا حتى العلاقات بين البشر اصبحت تنطفئ سريعا فصديقك بالامس قد ينقلب ضدك في الغد وقس على ذلك من اشياء غير منطقية تحدث في العالم اللاهث ، عموما منظمة الصحة العالمية ذكرت ان العالم منذ سبعينيات القرن الماضي يشهد في كل عام وباء او اكثر بشكل غير مسبوق وان هناك اكثر من اربعين مرضا على الاقل يعشعش في العالم المعاصر ، هذه الامراض لم تكن موجودة من قبل ولا تعرفها البشرية ، في الماضي كان انتقال الاوبئة من بلد لآخر يطول الآن في ظل سفر الملايين حول العالم يوميا فان انتقال الامراض والاوبئة قد لا يستغرق سوى ساعات فقط ، عموما سيناريو انفلونزا الطيور يجعل الزول يدخل توش إلى فضاءات الحراك السياسي والإجتماعي في السودان ، لأن أنواع كثيرة من الإنفلونزا تعشعش في البيئة السودانية ، إنفلونزا لا تختفي وتعود وإنما نوع من الأنفلونزات يتعايش معها الناس تتمثل في مساخة الخطاب السياسي من قبل حكومة الإنقاذ ونظرائهم في المعارضة والحركات المسلحة ، وبصراحة عدييييل كده فإن كل عضو في الحكومة أوالمعارضة بكافة الوان الطيف يحملون ملايين الفيروسات التي تلوث جراح الوطن ، وهم والعياذ بالله تماما مثل إنفلونزا الطيور .