ü أبسط تعريف ل«المليشيات».. إنها فرق من المواطنين يتم تدريبها عسكرياً إما لدعم الجيوش أو لشن الحروب الأهلية الداخلية!! ü أما أنا فعندي مفهوم لهذه المليشيات.. وقد لا يبعد كثيراً عن التعريف أعلاه!! ü قبل أيام أصدرنا بعض القرارات الإدارية التي نراها مهمة لتحسين الأداء في أحد أقسامنا الكبيرة والضرورية.. وأنا أدخل للقسم قلت لإحدى الزميلات، وهي من المعنيات بتنفيذ القرار المعني ومتابعته:أها كيف قرارنا ماشي؟!! قالت: تم تنفيذه من الجميع عدا فلان!! ليه؟! قالت: تذرع ببعض الحجج والذرائع وأبدى غضباً واضحاً.. و شعرت من كلامه أنه لا ينوي التنفيذ!! ü أطلقت «ضحكة» من النوع الذي يتوفر للروائي الكبير «برنارد شو»!! قلت لها: قوي والله!! قالت: كيف؟! قلت لها: كوّن «مليشيته» و«المليشيا» هنا لا تعني القدرة على امتلاك «الكلاشنكوف» والذي قالت الأنباء هذه الأيام أن مخترعه قد رحل عن هذه الفانية بعد أن تسبب باختراعه في فناء الكثير من أرواح البشر.. خصوصاً في الجزء الجنوبي من العالم حيث تغدو تجارة السلاح تجارة رابحة لها شبكات واسعة من التجار والسماسرة وأصحاب النفوذ و «المعالي» و «الحرامية» و«الأرزقية» والمجرمين المنتشرين في جنوب الصحراء.. يعملون بهمة ونشاط كلٌ في مجاله وتخصصه في هلاك البشر سواء بالفكرة أو المكيدة أو المكر أو المتاجرة «بآلام وآمال» الشعوب واقتيادهم كالقطيع إلى المهالك.. كما نسمع ونشاهد ونرى هذه الأيام في الدنيا من حولنا!! ü إنها أيام المليشيات يا عزيزتي «الفاضلة».. ليس بالضرورة أن تحمل «كلاش» أو «سكين» أو «خنجر» لتقطع الطريق على الناس.. ترهبهم وتزرع الخوف في نفوسهم و«تقلع» ما في أيديهم أو قل: تقلع «عينهم» أو حتى «....»!! ليس بالضرورة أن تفعل كل هذا!! يمكنك بكل سهولة أن تنزلق في دنيا المليشيات.. فقط إن حملت فكرتك فوق الآخرين وفرضتها عليهم «فرضاً» وقلت أنا «الصحيح» وما عداي هو «الأجرب»!! وهذا يكفي..!! َü أليس هذا زمن المليشيات وزمن «القلع»- بكسر اللام- وهو هنا ليس الفنان «القلع عبد الحفيظ».. ولكنه الذي عناه عادل إمام: إيه حكاية القلع الماشة في البلد اليومين دول؟! ü يا عزيزتي الفاضلة إن حكاية المليشيات بهذا التعريف الجذاب قد استهوتك.. أنت تسردين «بمتعة وذائقة»- لم أعهدها فيك من قبل- قصص العديد من أصحاب وقادة المليشيات الذين نراهم رأي العين أمامنا!! يأكلون معنا صحن الفول وربما يلعنون مثلنا الحكومة «الستينية» وأمريكا ورفع الدعم ومعركة التسجيلات و«الشطة» و«القنقليز» و«أم جنقر» و «أم فتفت»!! ü عند الظهيرة.. وأنا أمر بالقرب من مبنى حكومي أعجبني «نبق» بين يدي بائع لا يبدو «متجولاً» بل «مستقراً».. قلت له بعد أن وضعت النبق في جيبي لماذا يبدو لامعاً؟! رد على الفور: ندهنه بزيت السمسم.. أعجبتني صراحته ومع ذلك قلت في سري: يا ولد يا مليشيا..!! ü على هذه الطريقة قس الأشياء من حولك.. ستجد أن الحياة «مليشيا» كبيرة!! والذين من حولك زعماء مليشيات من كل صنف ونوع!!