الأخ الكريم الأستاذ/ طه النعمان قرأتُ مقالك القيم بعنوان (لم يعد.. كفناً من طرف السوق) في (اضاءات) بتاريخ 10 مارس 2015 والذي ذكرت فيه أنك صُدمت بإعلان يروج لشراء أكفان من جهة ما .. وهم يحثون الناس على الشراء بحديث نبوي معناه داووا مرضاكم بالصدقة وأن الكمية محدودة وأن حسن الخاتمة من زبائنهم الدائمين. مقالك خفف عنا الصدمة وأراح أعصابنا وأثلج صدورنا وشعرنا أنه يعبر عن كل سوداني جَبُل على المروءة والرحمة، ويتأفف بل يتقزز من أكفانٍ أصبحت سلعة تباع.. وهذا لعمري بداية (حانوتية) دخيلة على المجتمع السوداني، فالشعب السوداني يغسل ميته ويكفّنه ويشيّعه ويُصلي عليه ويدفنه، دون أن يتدخل أحد ليتكسّب أو يتاجر في ذلك بل لا يزال (الكشف) في «بيت البكاء» دليل على التراحم والتكافل. ففي الوقت الذي أصبح موضوع الأموات والمقابر في كل دول العالم تقريباً إما أن تتولاه البلديات أو الشركات التجارية أو حانوتية. فان الشعب السوداني عافاه الله من كل هذا.. بل إن جمعية (حسن الخاتمة) شعارها المرفوع: (لا حكومية ولا تجارية بل تطوعية تكافلية).. وهي تقدم كل خدماتها بالمجان، وحتى الذين استغلوا اسمها وباعوا قبوراً جاهزة في حمدالنيل تم القبض عليهم وأُدِينوا!! فكيف يفتري هؤلاء الكذب ويدعون أن (حسن الخاتمة) من زبائنهم الدائمين..؟! وقد تأذت (حسن الخاتمة) من فعلهم الشنيع. ٭ وهم يستعجلون الناس استعجالاً بعبارة (الكمية محدودة).. فهل الكفن مغري لهذه الدرجة..؟ إن الكفن ليس للتباهي والتفاخر.. إنما هو للدود والصديد إلا من رحم ربي.. وهذه الإعلانات التي في الصحف- هل تضاف تكلفتها لثمن الكفن؟ أم أن هذه الصحف تنشرها مجاناً..؟وعلى حين غفلةٍ ..! وسؤال آخر- لماذا يحرص هؤلاء على ايصال الأكفان على طريقة «الهوم ديليفري)؟.. لماذا لا يعلنون عن مقرهم خاصة والخيرون على استعداد أن يأتوا لهم بأكفان مجاناً ليقوموا هم بتوصيلها مجاناً. استاذ طه: ذكرت في مقالك.. أنك لا تريد أن تقسو عليهم.. ولا أن تفسد عليهم بهجة الاستمتاع بعوائد استثماراتهم في الأكفان.. وأنا كذلك.. علهم يعودون إلى صوابهم ويبحثوا لهم عن استثمارات غير الأموات والمقابر..واذا استمر هؤلاء فلا استبعد أن يخرجوا علينا بإعلان (لدينا غاسلي جنائز وغاسلات عند الطلب وحاملي عناقريب جنائز مع التنويه إنه إذا زاد وزن الميت عن سبعين كيلو (حسابه براه). وفقكم الله لذلك، ونسأل الله أن يحسن خاتمتنا جميعاً. أخوك :علي الخضر مواطن يحتفظ بكفن في دولاب ملابسه