ذرف د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، الدموع خلال لقاء المرأة للسلام والوحدة الذي عقد بقاعة الصداقة أمس الأول، تأثراً بحديث ممثلة الحركة الشعبية إخلاص وداعة التي تحدثت عن الوحدة وضرورة توحيد الجهود، وقبله بأيام بكى وزير السلام بحكومة الجنوب باقان أموم، والذي بكاؤه بالقطع لم يكن على ضرورة استمرار السلام والوحدة، وإنما جاء على أنغام معزوفات التنافس على النشيد الوطني لدولة الجنوب التي يعمل لها بغض الطرف عن مسيرات الجنوبيين في كل مكان المنادية بالوحدة، فالرجل همه أن تتنزل أجندة الانفصال على أرض الواقع ولو أبى أغلب الجنوبيين.. وقبل د. نافع وباقان كان قد بكى الرجل الخلوق بروفيسور إبراهيم غندور خلال مخاطبته للنقابات العمالية وهو يتحدث عن الوحدة التي هي أشواق كل أهل السودان عدا باقان ومن أثر فيهم.. ليبرز السؤال في زمان الدموع والأشواق من سينتصر أخيراً؟ الإجابة لا تحتاج الى لبيب.. فإن كان الاستفتاء حراً ونزيهاً سيبكي باقان ثانية، ولكن هذه المرة على خطأ حساباته ورهاناته.. أما إن كانت غير ذلك سنبكي نحن مع حليمة ومع كل الجنوبيين على النزاهة والشفافية التي لم ننجح في أن نفرضها على الاستفتاء لتحدد الأشواق الحقيقية للجنوبيين. وبمناسبة دموع نافع، فالرجل لمن لا يعرفونه فهو كأي جعلي قوي قوي، وعطوف عطوف، وهي سمات مطلوبة.. والرجل نظلمه عندما يروج البعض بأنه بلا رحمة. تربطني بالدكتور صلة قربى.. وهو ما يزال برغم همومه مواصلاً لأهله.. مفتوح القلب للجميع.. والدكتور يمتلك ذكاءً حاداً، وقدرة على التحليل والاستنتاج مذهلة.. وهو الذي تضعه المعارضة في جناح الصقور، إلا أنه بما يمتلك من تجربة سياسية.. يعرف متى يستخدم الحدة.. ومتى يكون غير ذلك، وهي أدوار مهمة ومطلوبة داخل أي حزب سياسي. عموماً إن قضية الوحدة والانفصال ستبكي الناس الآن، وستبكيهم بعد نتائجها، فللوحدة أنصار كثر.. وللانفصال قلة، ولكنهم عتاة لهم عضلاتهم التي هي منطقهم، كما لهم سندهم الخارجي المحرض على الانفصال، إلا أنه كما قال د. نافع إن الانفصاليين لم يحسبوها (صاح).. وبالتأكيد إن المرحلة هي مرحلة الحسابات (الصاح) للجنوب والشمال.. فالجنوب يجب أن يحسب مقدرته على أن يكون دولة لها القدرة على الحياة والتطور.. وعلى الشمال أن يتحسب للانفصال الذي لن يقتله اذا ما تم، والذي ربما يفجر الطاقات فيه لما هو أفضل، والدليل أن التحديات فجرت في الميزانية الجديدة الطاقات، وجعلت البشريات للعام الماضي بها أفضل من أي عام مضى. أخيراً سيظل باقان يستبق الأحداث بتشكيله فرقاً للتنافس حول النشيد الوطني لدولة الجنوب، وبتحركاته الخارجية التي تمت لكسب الدعم لتأييد إعلان الدولة الجديدة، وبمطالباته غير المنطقية بضم أبيي لدولة الجنوب التي لم تنفصل بعد، وبالأقوال والأفعال الكثيرة التي يقوم بها وكأنه قد ضمن الانفصال في استفتاء لم يتم بعد.. استفتاء تقول الوقائع إن الجنوبيين «الملايين» الموجودين بالخرطوم، لا يريدون العودة للجنوب حتى لا يقعوا تحت ضغط الانفصاليين فيرغمون هناك على ما لا يريدون.. في وقت يسيِّر فيه الكثير من الجنوبيين المظاهرات المؤيدة للوحدة حتى في واشنطن الداعم الأول للانفصال.. لنقول إن باقان الذي أثر في كثير من قيادات الحركة العليا بطريقة وأخرى لصالح أجندته، سيظل يستبق الحدث الذي ستؤكد الأيام في حالة نزاهته، أنه سيأتي بما لا تشتهي سفن باقان.