الخرطوم: معاوية عبد الرازق: عمر الكباشي : تنطلق اليوم صافرة البداية للماراثون الانتخابي بمشاركة (3323) مرشحاً للمنافسة على(1197) دائرة قومية وولائية بالبلاد، و(16) لشغل منصب رئيس الجمهورية، ليتوجه المواطنون إلى مراكز الاقتراع بالولايات ودول المهجر للإدلاء بأصواتهم في «7» بطاقات، وهي رئاسة الجمهورية وثلاثة للمجلس الوطني، ومثلهن للتشريعي. وتستمر العملية الانتخابية لثلاثة ايام، وسبقت هذه الخطوة العديد من الخلافات بين الحكومة والمعارضة، حيث رفضت الأخيرة قيام العملية في هذا التوقيت وطالبت بتشكيل حكومة انتقالية تشرف على تعديل الدستور ومن ثم إجراء الانتخابات، وإقامة العديد من الندوات واللقاءت.. وفي المقابل تتمسك الحكومة بقيامها في موعدها وقد كان لها ما أرادت وتستدل بأنها استحقاق دستوري، مؤكدةً أن سلامة البلاد تستوجب إجراء الانتخابات العامة. ٭ قبل الصافرة: قبل بداية المنافسة أطلقت السلطات سراح، رئيس قوى الإجماع «المعارضة» فاروق أبوعيسى، رئيس كونفدرالية منظمات المجتمع المدني، أمين مكي مدني وفرح عقار القيادي السابق في المؤتمر الوطني، والذين شغل اعتقالهم الرأي العام طيلة الفترة الماضية. واعتقل ثلاثتهم في ديسمبر من العام الماضي بعد يوم واحد من وصولهما إلى الخرطوم من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا عقب توقيعهم على وثيقة نداء السودان مع الجبهة الثورية قبل أربعة أشهر. ٭ احتجاجات وشكاوي: تابعت الصحيفة الطعون المقدمة ضد بعض المرشحين بمختلف الدوائر، وقد بلغت (12) طعناً تم قبول واحد منها لمرشح الرئاسة الأرباب. وشهدت الفترة الماضية العديد من الاحتجاجات، حيث اعترض مرشح رئاسة الجمهورية عن حزب اتحاد قوى الأمة محمود عبد الجبار على تغيير رمزه الانتخابي«المصباح»، واتهم المفوضية بعدم الحيادية واستهدافه بتغيير تصميم الرمز، وأشار ل«آخر لحظة» إلى أن ماحدث كلفه أموالاً طائلة، وقال إنه أثر على حملته الانتخابية خاصة بعد إعلام الناخبين بالرمز وإصداره لمطبوعات كثيرة. وهناك شكوى في المحكمة الدستورية من قبله ضد بعض المرشحين، ولم يتم الفصل فيها حتى الآن. وفي الجهة المقابلة قدم المؤتمر الوطني طعناًَ في رمز حزب الرباط القومي «النخلة» بحجة أنه يشابه رمزه «الشجرة» مما يصعب على الناخبين التفريق بينهما، ولكن المفوضية رفضت الشكوى. ٭ انسحاب من المنافسة: أشارت مفوضية الانتخابات إلى عدد المرشحين المنسحبين من الانتخابات بالدوائر الجغرافية القومية بكل ولايات السودان والذي بلغ (102) مرشح. وسجلت ولاية الجزيرة أعلى نسبة انسحاب في الدوائر القومية، حيث انسحب 18 مرشحاً، تليها كسلا (11) مرشحاً، والنيل الأبيض (10) مرشحين. وعلى مستوى الدوائر الجغرافية الولائية انسحب (276) مرشحاً، و (31) بولاية كسلا وهي أعلى نسبة، فيما انسحب(30) من ولاية النيل الأبيض،(30) من ولاية الجزيرة. ونوهت لعدم انسحاب أي مرشح من المتنافسين على منصب رئيس الجمهورية. ٭ هتافات: رفضت قوى المعارضة إجراء الانتخابات القادمة، وطالبت بإرجائها إلى حين تشكيل حكومة قومية تشرف على تعديل الدستور والقوانين، لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم تمسك بقيامها مستقوياً بأحزاب تشاركه الحكومة، على رأسها الاتحادي الديمقراطي الأصل بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني. وبشرت المعارضة بوثيقة نداء السودان ودعت الجماهير لمقاطعة الانتخابات عبر حملتها «إرحل» بدور الأحزاب، وطافت بها عدداً من الولايات، ابتدرتها بدار حزب الأمة بأم درمان ومدني، سنار، سنجة، كسلا، عطبرة، دنقلا، بورتسودان، القضارف، الأبيض النهود، ومحلية سودري.. وتحدثت المعارضة بمختلف أشكالها عن بنود وثيقة نداء السودان ودعت الجماهير لمقاطعة الانتخابات لعدم إعطاء الشرعية لحزب المؤتمر الوطني، وصاحب هذه الحملة العديد من الأحداث من اعتراض قيام بعضها واعتقال شخصيات سياسية بارزة، وبعض الاعتداءات على الجماهير خاصة في دنقلا والتي أسفرت عن إصابة حوالي «03» شخصاً بعد إطلاق الغاز المسيل للدموع على الحضور. وفي الجهة المقابلة كانت هناك هتافات تؤيد قيام الانتخابات. ٭ إقصاء من المونديال: أقصت مفوضية الانتخابات سبع دوائر جغرافية بولاية جنوب كردفان من أصل (24) دائرة بالولاية لدواعٍ أمنية واثنين بدارفور. ٭ إيقاف الاستعدادات: شن عدد من الأحزاب هجوماً على الحزب الحاكم بمنعه لعدد من الندوات واللقاءات الجماهيرية منها «حركة الإصلاح الآن والمؤتمر الشعبي». ٭ صولات وجولات: شهدت الأيام الماضية حراكاً غير مسبوق للمرشحين المستقلين والأحزاب المشاركة في الانتخابات، مع الفائز بالجولة السابقة في دورة (2010)، وحضنت ولايات السودان المختلفة تلك الحملات والتي تفاعلت معها أعداد مقدرة من الجماهير. ٭ صمت وترقب: قبل انطلاق صافرة البداية بيومين خيم صمت رهيب على الساحة وهو أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة، لتهدأ هتافات الجماهير استعداداً للذهاب لميادين الاقتراع لدعم مرشحيها. ٭ تشجيع ومؤازرة: يستعد 13 مليونا و300 ألف ناخب للتصويت لمرشحيهم بمختلف توجهاتهم والمناصب التي يتنافسون عليها. ٭ في انتظار التتويج: ينتظر (3323) مرشحاً للفوز ب(1197) دائرة انتخابية لاستلام مهامهم وتكوين فريق يساهم في قيادة البلاد مع الفائز من ال(16) مرشحاً لرئاسة الجمهورية للمرحلة المقبلة.