الشهرة والنجومية ثنائية مثيرة للجدل، يخلط بينهما البعض بسبب تداخل وتقارب الصفات بين المشاهير والنجوم أنفسهم، تعد الأولى مرحلة من مراحل الثانية، وعتبة من عتباتها الكثيرة، لأن النجومية قد ترتبط بحدث أو إنجاز تاريخي غير مسبوق أو أشياء من هذا القبيل، لكنها على كل حال أقوى وأبعد من الأولى بكثير وأكثر جذباً للأضواء. حالة النجومية نفسها حيرت علماء النفس والمجتمع، وهناك غرابة في حالات كل نجم أيضاً، فالأميرة ديانا كانت نجموميتها غريبة لدرجة تسببها في مقتلها. استفهامات كثيرة تدور حول السبب الرئيسي للنجومية.. ففي الرياضة مثلاً، ما الذي يجعل «كرستيانو رونالدو» أكثر نجومية من «ميسي» بالرغم من أن الأخير يفوقه ألقاباً!! وما الذي يميز «بيكهام» الذي كان لاعبا عاديَّاً جداً داخل الملعب لكنه خارقاً للعادة خارجه، وما هي الوصفة السحرية التي خلقت من «بالوتيلي» نجماً مثيراً للجدل أهو الغباء، أم تصرفاته الشخصية الغريبة؟. أيضاً ما الذي يجعل كاتبة عربية ك«أحلام مستغانمي» مطوَّقة دون غيرها بكل هذا الحب؟ إن كان التبرير تميزها الكتابي فأمثالها كُثر، وإن كان لأنها كاتبة وأنثى فهن أيضاً كثيرات؟!! الواقع أن الشهرة قد تأتي مع الزمن والانجازات، أما النجومية فلا شأن للعمر أوالتجربة بها، وإنما سمات بشخصية النجم وقبل كل ذلك هي توفيق من الله سبحانه وتعالى. فلا تتضجر عزيزي ولا تنزعج أبداً إن كنت لا تملكها، فقد تكون رئيساً للدولة فتتخطاك النجومية وتختار وزيراً هادئاً من حكومتك نفسها.. وقد تكون مديراً ناجحاً لكنك تفتقر لبعض المميزات فتختار هي موظفاً بسيطاً.. وقد تكون لاعباً وكابتناً لفريقك فيأتي لاعب ناشئ ويسحب البساط من تحت أقدامك.. قد تكون مذيعاً مخضرماً فتتركك وتذهب لمقدم برامج صغير وتتبعه كظله منذ أولى الحلقات.. وقد تكون أيضاً كاتباً بارعاً، أو فناناً كبيراً أفنى عمره يغني ويصدح، لكنك قد تضطر لتعريف نفسك عند كل معاملة تجريها في حياتك، بينما يتدافع الآخرون لذاك أو تلك أمام أعينك.