هل نحتاج لتأكيد ظلم وفشل مجلس إدارة الاتحاد ابتداءً من بكري المناقل وانتهاء بمعتصم الحصاحيصا ومروراً بجعفر بورتسودان ووقوفاً عند أسامة نيالا؟! هل نحتاج إلى تأكيد فشل وانحياز الاتحاد ولجانه بعد الحديث الذي أدلى به مولانا سمير فضل لقناة «سودان سبورت» وأكد من خلاله عدم معرفته وهو رئيس لجنة الاستئنافات، بتفاصيل ما حدث في العقوبات والمواد التي تم الاستناد عليها وطريقة تفسيرها، وأشار إلى أنه لا يتذكر قضية هزت كل الوسط الرياضي هو صاحبها وصاحب قراراتها! هل نحتاج للعودة للوراء لنذكر بالفوضى المالية الضاربة في اتحاد الكرة!.. هل نحتاج لنقرأ أعمدة مزمل أبو القاسم مرة أخرى وهي تتحدث عن الفساد المالي في الاتحاد، أم نحتاج لنقرأ تصريحات د. أسامة الشاذلي عضو مجلس إدارة نادي المريخ الذي أكد تأكيداً قاطعاً أن المريخ لن يلعب مباراة الأمل المعادة!.. ثم نقرأ بعد ذلك الأحداث التي أدت لموافقة المريخ على أداء المباراة بعد أن تم إعطاؤه نقاط هلال كادوقلي وأعادوا له مباراة الأمل الثانية التي انهزم فيها! هل نحتاج للعودة لنقرأ ما يكتبه مأمون أبوشيبة يومياً عن فساد الدوري الممتاز وفساد حكامه بشكل عام، وحكام اتحاد الخرطوم على وجه الخصوص ومطالبته للمريخ بعدم المشاركة في هذه المنافسة، بل تحديد الدوري المصري كبديل.. وهل نحتاج لإعادة شكاوى سلك للوالي! الإعلام المساند للاستمرار في الدوري الممتاز والذي يتهكم على انسحاب الهلال هو نفسه الإعلام الذي تحدث طوال الشهور الماضية عن ضرورة انسحاب المريخ من الدوري.. نود أن نقول إن فساد الاتحاد السوداني ولجانه مجمع عليها من الجميع وإن تنازل إعلام المريخ وأهله في الوقت الراهن عن الحرب فإنهم حتماً سيعودون غداً! أهلي الخرطوم الذي يتحدث أهله بصراحة عن ظلم الاتحاد لهم وعن إصرار الاتحاد بشكل عام وأسامة عطا المنان على وجه الخصوص وسعيه لهبوطهم للدوري الممتاز، لم يوقعوا على مذكرة الانسحاب ولكن هذا لا يعني انسحابهم من إدانة الاتحاد. هل نتحدث عن مشاكل الأندية والتلفزة وعدم استلام الأموال.. أم نتحدث عن المنتخب اليتيم رغم السفر والمعسكرات في أثيوبيا وأرتريا!.. وهل نتحدث منذ بداية هذا الموسم وقناعتنا بأن حدثاً واحداً من الأحداث الكثيرة التي جرت في هذا الموسم، كافية لإقالة هذا الاتحاد وتحويل أعضائه للجان تحقيق أكثر قسوة من التي حدثت لأعضاء الفيڤا.. هذا الموسم فقط دعك من العودة لمواسم سابقة تمت فيها إزالة بطاقة إيداهور الحمراء أو بيع تذاكر مباراة مصر والجزائر! نحن لا نحتاج لأي تأكيد أو أمثلة كثيرة لنؤكد فشل معتصم جعفر ومن معه ولجانه خصوصاً لجنة الاستئناف التي اختارها الاتحاد وأحسن اختيارها.. لأنها تشبه أعضاء الاتحاد وشخصياتهم تماماً.. فسمير فضل يشبه من رشحه، والفاتح خضر صورة طبق الأصل من صاحب ترشيحه.. ومحمد عثمان دولي موجود شبيه له في قيادة الاتحاد.. وتاج السر عباس هو العين الساهرة للشخصية الأكثر تاثيراً في الاتحاد! نحن لا نحتاج لقول الكثير رغم أن بالاتحاد الكثير المثير الخطر، ورغم كل ذلك نقول إن سلاح الانسحاب غير مناسب.. فنحن لا نشبه السواد الأعظم من إعلام المريخ الذي يبدل قناعاته بين يوم وليلة ويغير مواقفه ويقيس الأمور بمقياس ضيقو فيقف مع الانسحاب عندما يحقق أغراضه ويؤكد على فساد الاتحاد عندما يكون ضده ثم يقف مع الاتحاد عندما يعطيه النقاط! ويهاجم اتحاد القضارف ورئيسه فيصل البدوي ويفضحه باعتباره من أمدهم بالشكوى ثم يصمت عنه عندما يستلم تقرير حكم ما زالت الشكوك تحوم حوله!.. ويا للأسف الشديد فإن الرجل الذي كان «محترماً فيصل البدوي».. لم يدافع عن احترامه حتى الآن ليؤكد أنه من سرَّب معلومات شكوى المريخ وربما كان هو من سرب تقرير الحكم! نقول إن هذا الاتحاد غير المنضبط والذي ألغى وجود لجنة الانضباط وأحسن اختيار لجنة الاستئنافات بوجود محامي مجدي شمس الدين ومحامي باجعفر!.. اتحاد غير جدير بالاحترام ويستحق الوقوف ضده حتى إقالته وإسقاطه! ورغم ذلك نقول إننا ضد استعمال سلاح «الانسحاب».. فهو سلاح ذو حدين ويمكن أن يرتد عليك ويضر فريقك ويؤثر على مستقبله الكروي.. كما أنك وفي النهاية ستعود للمشاركة هذا من ناحية.. ومن ناحية أخرى فإن انسحاب الهلال وفي هذا التوقيت تحديداً يحول الأنظار من قضايا الفساد في الاتحاد واللجنة المنظمة.. للحديث عن الانسحاب وكأنه القضية الأساسية وينسى الناس سمير فضل وأسامة عطا المنان والمادة 105 ليتكلم الناس عن خطاب انسحاب هلال كادوقلي أو سحب خطاب الأهلي مدني! هذه ليست القضية.. القضية هي فساد اتحاد كرة القدم السوداني ولجانه.. هذا الفساد القانوني هو الذي يجب محاربته وبكل الطرق ولكن ليس بالانسحاب.. الهلال عليه أن يشارك ويلعب وينتصر وينال كأس الدوري وإن أصر الاتحاد وأهداه للمريخ إرضاءً لحكام مأمون أبوشيبة.. فإن الصراع لن ينتهي.. وإذا لم تنل من الظالم في هذه الدنيا.. فإن الرب موجود والظلم ظلمات وسنلتقي كلنا يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً.