الأسرة هي النواة الأساسية للمجتمع، إذا صلحت الأسر صلح المجتمع، وإذا فسدت الأسر فسد المجتمع بأسره، من أجل ذلك اهتم الإسلام بالأسرة اهتماماً عظيماً، ووضع للزواج شروطاً وقيوداً يجب على المسلمين أن يتقيدوا بها، لكي يكون المجتمع الإسلامي نموذجاً للمجتمعات في العالم من جميع النواحي، وإذا أردنا أن تشاع في المجتمع قيم النظافة والطهر والعفاف والاستقرار الأسري، يتطلب ذلك منا أن نراعي الشروط الأساسية للزواج بالنسبة للجنسين الدين والأدب والاحترام.. والسبب الرئيسي لاستمرارية الحياة الزوجية هو الاحترام الشديد فيما بينهم، ثم يمتد إلى الأهل والأقارب ثم الأبناء.. وبهذا يكون تحقق أسمى هدف.. أما إذا فقد الزوجين الاحترام فيما بينهما، يعني بداية انهيار الأسرة تبدأ بالتناحر والتناقر.. الكل يحاول يظهر للآخر عيوبه، وفي النهاية تنتهي بالطلاق، إذا لم ينتج من هذا الرباط أبناء بتكون سلامة- يعني الكل يسلم من أذى الآخر- سواء كان أذى لفظياً أو أحياناً أذى جسمياً ضرب بأي آلة أو طعن أو حرق إلى غيره من أنواع الأذى الجسيم.. وإذا نتج من هذا الزواج أبناء فتصبح المشكلة في حرمان الأبناء من أحد والديهما، ويبرز أمامهم أصعب الخيارات العيش مع الأب أم مع الأم، إذا عاشوا مع الأب يفقدون حنان الأم، وإذا عاشوا مع الأم يفقدون الأب وكلاهما مر، وبذلك تنشئتهم تكون غير عادية. ففي وطننا هذا برزت ظاهرة مزعجة بصورة مقلقة وطرقت مكاناً حساساً ألا وهو الأسرة، وهي ظاهرة الطلاق بشكل مخيف.. حيث أن الإحصائية تشير الى أرقام كبيرة جداً، والأسباب متعددة، لكن بعض علماء الاجتماع قالوا السبب الرئيس هو الظروف المعيشية الصعبة التي يمر به الشعب السوداني والحصار الاقتصادي.. أما بقية الناس الكل يحلل حسب رؤيته، وهناك أسباب جوهرية أخرى مثل عدم الاختيار السليم ودراسة المقبلين على الزواج بعضهم البعض دراسة متأنية، وعدم قناعة الفتاة السودانية بوضع الأسرة، إن كان متواضعاً والكثير من الأسباب. إذن هذه المشكلة لا تختلف عن بقية مشاكل السودان الكبيرة، مثل مشاكل دارفور، والنيل الأزرق، وجبال النوبة، بل هي الأهم لأنها تصيب الأسرة، والأسرة هي الرعاية والحماية.. لذا يطلب من الدولة ممثلة في وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي وهي الوزارة المعنية والمسؤول الأول عن الشأن الاجتماعي أن تتحرك وبجدية لدراسة هذه الظاهرة الخطيرة والمفككة للمجتمع، وما هي الأسباب والمسببات والآثار المترتبة عليها بواسطة خبراء، وهذا البلد مليء بالخبراء في هذا المجال، وأن يكونوا وطنيين خالصين ومخلصين لهذا السودان الجميل. وللمقلبين على الزواج من الجسنين أن يدققوا في حسن الاختيار وعدم الاهتمام بالظواهر، بل الخوض في الشروط الأساسية لاستمرارية الحياة الزوجية التي بها يسعد المجتمع. ولنا لقاء آخر إن شاء الله في موضوع مهم. إعلام والعلاقات العامة كلية الإمام الهادي أم درمان ودنوباوي