جولة مفاوضات جديدة متوقع أن تنطلق بالعاصمة الأثيوبية أديس أبابا اليوم بين الحكومة والحركة الشعبية قطاع الشمال من جهة وحركات دارفور من جهة أخرى، وهذه الجولة ينظر لها الكثيرون بعين الاعتبار علها تأتي بجديد ويرون أنها الأكثر أهمية من الجولات السابقه التي دائماً ماتصطدم بالمواقف المتعنتة وتمترس كل طرف خلف مواقفة، خاصة قطاع الشمال ، وربما تنبع أهمية جولة التفاوض في نسختها السادسة عشر من المؤشرات التي سبقت انطلاقتها والتي من بينها توقيع قوى نداء السودان على خارطة الطريق بجانب انعقاد الجمعية العمومية للحوار ، وللوقوف أكثر على مآلات هذه الجولة جلسنا مع رئيس الحركة الشعبية جناح السلام الفريق محمد أحمد عرديب وأجرينا معه حواراً مطولاً حول الجولة الجديدة، فجاءت إجاباته واضحة وصريحة فإلى مضابط الحوار. حوار : عمار محجوب / تصوير سفيان البشرى * جولة المفاوضات التي ستنطلق اليوم إلى أي مدى يمكن أن تحرز تقدماً في الملف؟ - في البدء نتمنى أن تخرج الجولة بما يخدم مصلحة البلاد ،ولكن في تقديري جولة المفاوضات لن تحظى باتفاق سريع لأن قطاع الشمال اعتاد على المراوغة ورفع سقوفات المطالب ووضع الشروط والضمانات التعجيزية ، بجانب ذلك اهتمام الحركة ينصب في استمرار وجود القوات التابعة لها حال توقيع الاتفاق لحمايتها بالإضافة إلى أنها ستصر على أن وصول المعونات الإنسانية للمتضررين من الحرب لابد أن يتم بواسطتها وهذا الأمر مرفوض من قبل الحكومة ومن قبلنا ، وكذلك مسألة وجود جيش ثاني لتأمين الاتفاق كما حدث في نيفاشا أمر مرفوض ، فهنالك جيش قومي منوط به حماية هذه الاتفاقيات ، وأي اتفاق يتم سيكون محروساً دولياً من الاتحاد الأفريقي والإيقاد والوسيط المشترك، * ولكن هنالك حديثاً عن وجود ضغوط دولية على كافة الأطراف للوصول إلى تسوية سياسية؟ - بالتأكيد مورست ضغوط على كل الأطراف للتوقيع على خارطة الطريق. * وهل التوقيع على الخارطة سيفتح الباب لتحقيق السلام في السودان قريباً؟ - بالطبع ولكن التسوية ستأخذ وقتاً طويلاً، الحركة تحتاج لفترة زمنية ليست بالقصيرة لكي تتأقلم مع السلام وتنسى أن لديها قوات، وأتوقع أن الحركة بعد التوقيع ستستمر في سياسة المراوغة واعتقد أنها ستصر على استمرار وجود الفرقتين التاسعة والعاشرة إلى مابعد التوقيع، فلذلك لابد للحكومة أن تسرع في توفيق أوضاع هذين الفرقتين لانتزاعها من يد الحركة والجبهة الثورية و... *عفواً للمقاطعة.. كيف يتسنى للحكومة توفيق أوضاع الفرقتين التاسعة والعاشرة وهي تدار بواسطة الجيش الشعبي ؟ - إذا استطاعت الحكومة عزل هاتين الفرقتين بشتى السبل عن طريق تفاوض منفصل أو اتفاق منفصل مع جقود القائد الفعلي للفرقتين ، وهو أحد أبناء جبال النوبة: وأنا تحدثت معه كثيراً بشأن إيقاف الحرب وقلت له لابد أن تنادي بالسلام وتسعى إليه لأن أهلك هم المتضررون بالحرب ليس سواهم وأن عرمان ليس متضرراً من استمرار الحرب بجنوب كردفان . * هل تعتقد أن تولي عرمان لرئاسة وفد الحركة في التفاوض واحدة من المعضلات في طريق الحل ؟ - نعم ،عرمان أحد مهندسي اتفاق نيفاشا وتسبب في خلق هذه المشكلات الماثلة الآن ، وأنا واثق أنه سيخلق مشكلات أخرى في جولات التفاوض التي تجري حالياً. * في تقديرك ماذا يريد ياسر عرمان ؟ - عرمان يسعى لإسقاط النظام وإقامة دولة علمانية في السودان ونحن نعرف أجندته جيداً وهو رجل شيوعي لايريد نظاماً إسلامياً بالبلاد، وعندما جاء إلى البلاد في العام 2005 قام بتغيير كوادر الحركة في كل الولايات واستعاض عنهم بالشيوعيين بغرض دعم ورعاية الحزب الشيوعي . ونحن الذين جئنا معه من أجل السلام لم نجد منه الاحترام لأننا كنا نعترض على كل مواقفه المسيئة للدولة وللسلام . * هل تعتقد أن جولة المفاوضات ستتجاوز الحوارالوطني الذي تم في قاعة الصداقة؟ - كل الجهات من أحزاب وشخصيات قومية قالت كلمتها من خلال الحوار الذي يضم كل أهل السودان ، وفي تقديري هذه رسالة للمتمردين في الخارج بأننا نحن المشاركين في الحوار لن نقبل بأي حوار يتجاوز الحوار الذي تم بقاعة الصداقة ، ولكن إذا كان لديهم رأي في التوصيات أو اللجان ليس لدينا مانع. * ماهو دور حزبكم في تحقيق السلام بالبلاد ؟ - حزبنا واحد من الأحزاب التي شاركت في الحوار الوطني ووفقت بين الحركات المسلحة ، بجانب ذلك شاركت قيادات في الحركات المسلحة في الحوار ، وحزبنا كان بمثابة المهندس لما يجري في قاعة الصداقة والكل يشهد على دور الحركة الشعبية جناح السلام في الحوار ولازلنا نطمع في استقطاب مزيد من المتمردين من العسكريين للحوار. * إلى أين وصلت اتصالاتكم بالقيادات الميدانية المتمردة ؟ - وصلت إلى طريق مسدود ، وليس لدي ما أعطيه للقيادات حتى تأتي للداخل وتنخرط في العملية السلمية ، وإذا ساعدتني الدولة في تلبية مطالب هذه القيادات فسوف نتمكن من إقناعهم بالعودة لأرض الوطن ، «والحكومة لو دعمتني بجيب القيادات الميدانية المتمردة وأجيب ياسر عرمان دا زاتو « * هل هذه المطالب مادية؟ - تتمثل في توفيق أوضاعهم وإيجاد لقمة العيش الكريمة لهم، ويجدون حظهم في السلطة والثروة بولاياتهم. * هل لديهم رغبة في العودة ؟ - نعم ولكن المطالب التي حملوا من أجلها السلاح لم تتحقق. * كيف تنظر للصراع الدائر بدولة الجنوب وإلى أي مدى تؤثر هذه الأحداث في تحقيق السلام في السودان ؟ - اعتقد أن الجنوب زرع بذرة الفناء عندما سمح بدخول رياك مشار لجوبا ، والآن سلفا ومشار كل منها يسعى لإيجاد قوات مرتزقه لتدعيم صفوفه، وستكون هنالك عمليات استقطاب واسعة للمتمردين السودانيين وهذا الأمر سيؤثر سلباً على تحقيق السلام في السودان. * في رايك ماهو المخرج لأزمة الجنوب؟ - خروج سلفا ومشار. * هل تعتقد أن الجنوب سيعود مجدداً لحضن السودان ؟ - مايجري في الجنوب من حالة احتراب يشير إلى أن الوحدة بين السودان ودولة الجنوب على مرمى حجر. *هنالك من يصف عرديب بأنه رجل خلافي انشق عن دانيال كودي ومن بعد ذلك عن روبرت أسكندر؟ * أنا الذي صنعت الحركة الشعبية بعد أن كانت حشرة شعبية عندما أذاعت البيان الأول الذي عزلنا بموجبه عرمان والحلو وعقار ، وباعتبار أن دانيال كودي رجل يعد من الرموز والقيادات التاريخية تم اختياره رئيساً للحركة ، وعندما جاء دانيال بشخصيات ليس لها علاقة بالحركة من بعض بقايا الأحزاب من بينها الوطني وجعلها على قيادة الحزب و رفضنا الأمر وخرجنا وتركنا له الحزب ،ومن بعد ذلك كونا حزب الحركة جناح السلام. * هل تم اختيار دانيال ضمن وفد التفاوض بصفته الحزبية أم باعتباره أحد أبناء جبال النوبة ؟ - اختياره تم لأنه واحد من رموز أبناء جبال النوبة داخل الحركة. * رسالة عرديب لوفدي التفاوض في أديس؟ أدعو اطراف التفاوض لتحكيم صوت العقل وتغليب مصلحة الوطن.