حكاية الخريف..هي حكاية تعكس مرارة الواقع الذي يزداد سوءاً كل عام.. ويكشف عورة التقصير من قبل الكثيرين.. الذين أصبحت سيرتهم أشبه بالعلكة.. يمضغها الناس في مجالسهم ذات مطر.. وهم ما فتئوا في تقصيرهم (خائضون).. لذا فإن الحديث عن سوء التصريف والنفايات التي اتخمت معدة الخرطوم، والأمراض التي انتشرت.. هو مجرد حديث للسمر، وهذه الحكاية التي تتشابه شخوصها وأحداثها كل عام.. هي مجرد حكاية للسلوى والإعتياد. 2 أحزنني جداً أن تنتشر عبر الأسافير.. بعض النكات السمجة التي قد يُبكي مضمونها ولا يضحك.. والتي تبين لاحقاً أنها منسوجة من وحي الخيال.. جاء في النكتة أن السباح السوداني أحمد جبريل أحرز المركز الأخير في أولمبياد ريودي جانيرو.. وقال صاحب النكتة مازحاً(كويس إنو ما غرق).. أحزنني جداً هذا الانتشار الكثيف للنكتة.. والذي إن دل على شيء فإنما يدل على كم الإحباط الذي أصاب السودانيين من الفوز ببطولات خارجية في أي مجال رياضي.. إحباط أقرب (لعقدة النقص).. رغم أن الرياضيين السودانيين قد ينقصهم التدريب والاستعداد الكافي، ولكن لا تنقصهم العزيمة والإرادة. بالعودة لموضوع النكتة فقد تبين لاحقاً أن السباح صاحب المركز السوداني لم يشارك أصلاً- حسب جدول الاولمبياد- وأن صاحب المركز الأخير.. من جنسية عربية أخرى، والحمد لله أنه لم يغرق.. رجاء تبينوا وتثبتوا قبل أن تحبطوا عزيمة الذين أرادوا رفع علم السودان في المحافل الدولية.. غصباً على الظروف والحال الحرن. 3 ورد في إحدى الصحف أن (مسؤولاً في مستشفى خدمي كبير بالخرطوم أصبح قبلة بعد نقل الخدمة للأطراف.. طالب أحد المواطنين أجريت عملية ولادة لزوجته بسداد الرسوم كاملة، وعندما أوضح له الرجل بعدم وجود المبلغ معه، وتحدث عن مجانية عمليات الولادة، هدده المسوؤل بدفع الرسوم وإلا سيقوم بتحويل طفله حديث الولادة الى دار المايقوما للأطفال فاقدي السند!! لا أجد التعليق المناسب على هذا الخبر العجيب الغريب.. ولكن عندما يخبو صوت الإنسانية، وتصبح ملائكة الرحمة ومشافيهم مجرد أدوات لجمع الجبايات.. أردد في دهشة واستغراب (من أين أتى هؤلاء!!.. بل مَن هؤلاء)؟