دخلت الأوضاع في دولة جنوب السودان مرحلة جديدة عقب العملية الناجحة لإخلاء د. رياك مشار رئيس الحركة الشعبية المعارضة من موقعه في أدغال الجنوب بمساعدة من الأممالمتحدة، إذ أن حكومة سلفاكير ميارديت بحسب مناوة بيتر نائب مسؤول الإعلام في حركة مشار سعت بكل جيشها لتصفيته ولكنها فشلت ووصل منطقة آمنة لتصبح الخيارات أمام رياك الآن إما الانتظار لحين دخول القوات الدولية المعنية بحفظ السلام والعودة إلى موقعه الذى يشغله تعبان دينق المنشق عنه أو أن يبدأ معركة جديدة مع جيش الحكومة في ولايات البلاد المختلفة ، حرب ستكون نتيجتها بقاء الأقوى هو أو سلفاكير لجهة أن الخيار المستخدم هو القوة والسلاح وليس التفاوض. غطاء ودعم سياسي: مشار الذي فقد الكثير من قواته في المعارك الأخيرة التي دارت داخل جوبا عقب معركة القصر وخلال مطاردته ربما يكون غير مستعد حالياً بحسب قرائن الأحول لخوض صراع مسلح هذه الأيام ولكنه كسب دعماً سياسياً جديداً عقب خروج لام أكول عن الحكومة وإطلاقه لمبادرة جبهة عريضة ضد حكومة سلفا شاركت حركته في اجتماعاتها بنيروبي ،كما أنه يستفيد من العداء الذي بات ظاهراً بين الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم وسلفاكير ميارديت ، ورغم الضعف الذى لحق بقواته نتيجة ماجرى إلا أنها ستبقى صامدة على أقل تقدير خلال فترة الخريف الحالية التى ستعيق أي تحركات عسكرية لجيش الحكومة. أمران أحلاهما مر: الأمر الذي لايحتاج إلى إثبات في دولة جنوب السودان، هو أن عملية تنصيب تعبان دينق لم تحل مشكلة الحرب في البلاد وأن المعارضة بقيادة رياك مشار مازالت موجودة وفاعلة ويسمع لها على الأقل من المجتمعين الدولي والإقليمي بدليل استجابة الأمين العام للأمم المتحدة لطلب إخلاء مشار عبر طائرات البعثة الدولية ، لتبقى حكومة الرئيس كير هي الأخرى أمام أمرين أحلاهما مر، وهما إما أن تقبل بعودة مشار وتقيل تعبان الذي مضى على تعيينه نائباً أول أيام قليلة لترجع بعد ذلك لمرحلة بناء الثقة بين قيادات مؤسسة الرئاسة أو أن تتجه نحو الحل العسكري بمحاولة القضاء على رياك مشار وقواته وهو خيار وإن بدا هو الجاري حاليا إلا أن عواقبه وخيمة وتكلفته عالية. انتظار نشر القوات: سبت مجوك القيادي بالحركة الشعبية المعارضة قال نحن في انتظار نشر القوات الأفريقية كطرف ثالث لحماية السلام في جوبا حتى يتثنى للدكتور رياك مشار العودة إلى المدينة ومباشرة مهامه كنائب أول حسب مقررات الإيقاد الأخيرة التي نصت على إرسال القوات وتنحي تعبان دينق من منصب النائب الأول لمشار حال ظهوره والالتزام الكامل بتنفيذ الاتفاق، ولكن إن لم يلتزم المجتمع الدولي والإقليمي بنشر القوات لإنقاذ السلام سيشهد الجنوب حرباً شاملة في كافة أنحاء البلاد ستنعكس تأثيراتها على الأمن الإقليمي من حيث تدفق اللاجئين في الدول المجاورة وانتشار السلاح في المناطق المتاخمة للجنوب، لذلك من جانبنا نجدد التزامنا الكامل بتنفيذ الاتفاق الموقع بيننا و حكومة سلفاكير في أغسطس من العام الماضي في أديس أبابا. مقاومة من الحكومة: وحول مستقبل مشار في الخارطة السياسية بدولة جنوب السودان، قال الصحفي أتيم سايمون في حديثه ل(آخرلحظة) أمس إن ظهور مشار في الساحة السياسية بالجنوب سيعيد طرح أسئلة جديدة حول فرص عودته لممارسة مهامه كنائب أول للرئيس في ظل اشتراط الحكومة له بالتخلي عن العنف وعدم ممارسة السياسة مجدداً، وهذا مربوط أيضاً بالانقسام الداخلي بالمعارضة بعد ظهور تعبان دينق مما أراح الحكومة من عقدة مشار، ومن المتوقع أن يحاول رياك مشار القيام بجولة في دول الإقليم لمحاولة إقناعها بالعودة إلى منصبه كنائب أول للرئيس و دعوة تعبان دينق للترجل، وهذا سيواجه مقاومة من الحكومة التي لاترغب في العمل مع مشار مرة أخرى. وقال سايمون إن مستقبل مشار رهين بالدور الذي سيلعبه الإقليم و المجتمع الدولي في خصوص عودته لمهام منصبه في إطار تنفيذ بنود اتفاق السلام، وهذا مرتبط بالضمانات التي ستوفرها تلك الدول بعدم اندلاع أعمال عنف مجدداً بين الحكومة ومشار في العاصمة جوبا وإن تم إحضار قوات إقليمية ودولية.