*كشفت الأزمة الرياضية التي نشبت بين الاتحاد العام لكرة القدم ونادي المريخ عن الكيفية التي يفكر بها الكثير من معدي ومقدمي البرامج الرياضية في قنواتنا الفضائية وإذاعاتنا، والذين انساق معظمهم وراء عواطفهم وانتماءاتهم الرياضية، فأضاعوا القضية وزادوا الأزمة اشتعالاً وهم يتناولونها وضيوفهم من زوايا لا تمت للحل والتحليل بصلة، تركوا أصحاب الشأن القانوني الكروي في جانب، وراحوا يتيحون الفرص لآخرين هم أقرب للمشجعين المتعصبين من كونهم أصحاب رأي ورؤى. *نعم هذا ما حدث في الكثير من البرامج الرياضية التي تناولت القضية والتي لم يتجرأ أي من مقدمي تلك البرامج على طرح القضية على طاولة التشريح الحقيقي، حتى يستبين للناس أين تكمن المشكلة، فمعظم أولئك المنظراتية أمسكوا بالعصا من وسطها خوفاً من غضبة الجمهور الأحمر، وبالطبع لا أعني من حديثي هذا أن ليس للمريخ قضية، فللمريخ قضية واضحة ولكن للأسف الشديد فقد انحرف بها مجلس تسيير النادي عن مسارها الصحيح وأضاع نصراً إدارياً كان في متناول يديه، لكنه وبعد أن أضاع الفرصة ووجد أن الفريق قاب قوسين أو أدنى من فقد المركز الثاني، تذكر أن له قضية، وليت كل الذين هاجموا الاتحاد (الفاشل) الذي يستحق الذهاب اليوم قبل الغد، ليتهم قالوا إن لجنة التسيير فرضت في حق المريخ وأخطأت بنومها العميق في بحر القضية، وإن رئيس اللجنة الذي قال بعد انسحاب الفريق من مقابلة الهلال في نهائي الكأس، إنه فات عليه أن إعلان الانسحاب قبل ساعة من موعد المباراة لا يعني أن ذلك حفاظاً على أرواح الجمهور كما قال، لأن الجمهور كان وقتها داخل الإستاد، لكن لأنه جمهور واعٍ خرج دون ضوضاء بعد خبر الانسحاب. المهم كنا نتمنى من الإخوة في البرامج الرياضية أن يتناولوا قضايانا الكروية المختلفة بشيء من الحيادية والجرأة المطلوبة في تناول مثل هذه القضايا، حتى تخرج حلقاتهم برداً وسلاماً وتفيد المشاهد واللعبة ذاتها. *عجبت وأنا أستمع يوم الأربعاء الماضي لحلقة من برنامج (المجال الرياضي) بالإذاعة الطبية لمقدمه الإعلامي المخضرم عثمان حسن مكي، عجبت لمكي وهو يتحدث مع ضيفه الكابتن عباس (ركس)، حول الأزمة بشيء من (الطبطبة) بعد اللهجة الحادة من بعض المستمعين الذين أتيحت لهم الفرصة عبر الهاتف، والذي استمع لمكي في حديثه بداية الحلقة، ضرب كفاً بكف في نهاية الحلقة. *المحير أيضاً هو وزارة الشباب والرياضة التي وقفت من الأزمة موقف المتفرج، مع أنه لو لا لطف الله لحدثت كارثة رياضية تتحدث بها الركبان، فالجميع سواء أن كان الهلال أو المريخ فدائماً ما يستخدمون كرت الجماهير لحماية مطالبهم، وفي هكذا أحوال لا بد من تدخل الوزارة التي لا نظنها بعد الذي حدث ستدعم هذا الاتحاد المتهالك وبالأخص مديرها العام نجم الدين المرضي. *خلاصة الشوف كنا نقول في السابق (خلي روحك رياضية) فماذا نقول بعد اليوم.. هل نقول (خلي روحك فنية).. لا أظن أن هذه تنفع أو تلك.