٭ أصرت حفيدتي ريم أن نأتي لها بطائرين من طيور الكناري ، لم يكن أمامنا إلا أن نخضع لطلب صغيرتنا الحبيبة، فجئنا بعصفورين إلى حديقة المنزل، وأخذنا نعمل على خدمتهما بكل ما نملكه من حب لبراءة العصافير، ذات يوم وجدنا أحدهما قد أغمض عينيه داخل قفصه راحلاً، فتوقعت أن يرحل أليفه بعده مباشرة، إلا أن أليفه ظل حياً حتى هذه اللحظة، فتذكرت دراسة أجرتها إحدى الهيئات المتخصصة في مجال الطيور والتي أكدت أن طائر الكناري إن إرتحل له أليف لحق به أليفه بعد أقل من ساعة، فأخذت أتأمل الطائر الذي كسر قاعدة هذه الدراسة، وأنا أقول لنفسي من المؤكد أن هذا الطائر نال شرف الإنتماء إلى فصيلة الكناري بطريقة غير شرعية فأصبح كناراً بالتجنيس. ٭ تم الإفراج عن رجل محكوم عليه بالسجن لمدة عشر سنوات، إلا أن حارس زنزانته التي كان مقيماً بها تفاجأ بوجوده أمامه يرجو منه متوسلا أن يساعده في العودة إلي زنزانته مرة أخرى، وبعد أن تكررت رجاءاته اضطر السجان أن يرفع مشكلته إلى مدير السجن الذي قام بدوره بإحالته إلي الطبيب النفسي المكلف برعايته، فأكد الطبيب في تقريره الطبي أن الحالة التي يمر بها هذا السجين هي حالة من الإلفة نشأت بينه وبين القضبان، أدت إلي إصابته بحالة من الامتلاك القهري، وأضاف أن علاجه يعد مستحيلاً، فقلت لنفسي صحيح أن (الولف كتال) لكني لم أسمع بأن هناك إلفة يمكن أن تكون بين سجين وقضبان. ٭ أن ترفع سوطاً في وجه حيوان في أي من المدن الإسبانية فإنك لابد وأن تخضع لمساءلة قانونية بإعتبار أنك قمت بعمل غير قانوني، فالقانون الذي لا يجد غضاضة في أن يظل هذا الحيوان خادماً لك يلبي كل ما تطلبه من حمل الأثقال وكل احتياج في حياتك اليومية، لكن أن ترفع عليه سوطاً فليس لديك الحق في ذلك، هكذا يتعامل الأسبان بلطف مع الحيوان، ذكرني ذلك بقصة (أغا خان) الذي يعد من أكبر مالكي خيول السباقات في العالم، حين قال إنه يتمنى أن تطلق عليه رصاصة الرحمة بدلاً من أن تطلق على حصان أحبه إنكسر له ساق في إحد السباقات. ٭ انبهر الفنان المصري إيهاب توفيق بأغنية استمع لها من خلال إحدى القنوات الفضائية أثناء زيارة سابقة قام بها للسودان، ظل هذا الفنان منتظراً أن يرى اسماً لشاعرها على شاشة تلك القناة حتى يستأذنه في التغني بها، إلا أنه لم يجد للشاعر اسماً على الشاشة، فكتم حسرة في قلبه على ضياع نص كان يمكن أن يقدمه للشعب المصري، ليؤكد حقيقة أن شعراء الأغنية السودانية هم الأجمل بين كل شعراء الأغنية في الوطن العربي، كانت الأغنية هي أغنيتي (المشكلة)، والشاهد على ذلك هو الفنان جمال فرفور. ٭ تقدم الشاعر الراحل أبو آمنة حامد باستقالته من إحدى الصحف الخليجية واسعة الانتشار، وقال إن السبب في ذلك يعود إلى حنينه المستمر لمسقط رأسه في مدينة بورتسودان، وأضاف أنه دخل في معارك طويلة مع هذا الحنين المستمر، إلا أنه عاد مهزوماً، وأكد أن الأسماك في البرك الآسنة في عروس البحر الأحمر تتراقص على المياه طرباً، إلا أنها تموت داخل حوض من عطر الكلونيا إذا أحست أنها في بلد غريب. هدية البستان ما بتوسل ليكا وأسهر تجري دموعي عليك تتقطر ولو فكرت كمان تظلمني برفع ليك الكرت الأحمر
