اتفقت قبيلتا الدينكا نقوك والمسيرية في ختام مؤتمرهما بمدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان على دفع الديات عن القتلى من الطرفين والتعويض عن الخسائر المادية، وتأمين المسارات للرعاة وطرق العودة الطوعية للجنوبيين، وتكوين آلية لتنفيذ الاتفاقية تحت إشراف مستشار الوالي للقطاع الغربي لحكومة جنوب كردفان ومحافظ إدارية أبيي ومعتمد محلية أبيى- المجلد وخمسة أعضاء من الجانبين. وناشد المؤتمر مؤسسة الرئاسة والجهات المعنية الإسراع في حل قضية أبيي. ووقع على الاتفاق الفريق عبدالعزيز الحلو نائب والي جنوب كردفان ورحمة عبدالرحمن النور نائب رئيس إدارة أبيي وممثلو القبيلتين برئاسة الأمير مختار بابو نمر والسلطان كوال دينق كوال.واتفق الجانبان على أن يدفع المسيرية 246 ألف جنيه لدينكا نقوك كديات عن خمسة عشرة قتيلاً في الأحداث التي وقعت في العام الماضي ومبلغ 128 ألف ومائتي جنيه أخرى كتعويض عن الأبقار والماعز والضأن التي فقدت خلال ذات الأحداث. وفي المقابل يدفع الدينكا مبلغ 146ألف جنيهاً كديات عن عشرة قتلى من جانب المسيرية ودفع 68 ألف جنيهاً أخرى كتعويض عن 170 بقرة فقدها المسيرية. وفيما يتصل بتأمين المسارات تم الاتفاق على أن يتحرك الرحل في نفس الطرق الطبيعية المعتادة وفق القوانين والأعراف المتعارف عليها، وأن تتكون آلية من الإدارة الأهلية في كل مرحال لنشر الوعي بين المواطنين خلال أسبوعين من تاريخ توقيع هذا الاتفاق، وذلك لتحمّل مسؤولية المراقبة من الطرفين. وتقرر عقد مؤتمرين في السنة لمراجعة الاتفاقات السابقة وحل القضايا التي تقع خلال تلك الفترات.وأمن المؤتمر على أن تتولى الآلية التي كونتها حكومة ولاية جنوب كردفان تأمين الطريق القومي لتحقيق الأمن والاستقرار ونشر الوعي بين المواطنين والرعاة وضرورة تعاون الطرفين معها.وتم الاتفاق على جملة من الترتيبات لضمان إنفاذ الاتفاقية تتلخص في أن يتم دفع الديات حسب العرف السائد على ثلاثة أقساط يدفع الأول منها خلال ثمانية وثلاثين يوماً من الآن ، وأن يتم حمل السلاح وفقاً لعدد الأبقار ، حيث أن كل 1000 إلى 1500 رأس تقابلها خمس قطع سلاح وكل 100 إلى 1000 رأس تقابلها 2 3 قطع سلاح.وإتفقا على عدم دفع تعويضات الجرحى من الجانبين، وأن يتم التحقق من البلاغات والإفادات التي لم تثبت صحتها وتحتاج لمزيدٍ من التوضيح. وأمن المؤتمرون على الحفاظ على التصالح والتعايش السلمي وضمان تنفيذ هذه الاتفاقية بروحٍ عالية من الجدية والمسؤولية مؤكدين إن الأصل في العلاقة الأزلية بين قبيلتي المسيرية و الدينكا نقوك هو السلام والتصالح والتعايش السلمي كشركاء في الكلأ والماء وانسياب علاقة الإمتزاج والتصاهر والمصير الواحد على مدى التاريخ.