دائماً ما تسير حياة الإنسان هادئة وسلسة في مجملها، لكن هناك لحظات تمر على الإنسان لا يلقى لها بالاً فتحول حياته ومسارها لطريق المجهول.. نعم هي لحظة لكن أثرها يبقى إلى حين انتهاء الأجل، ومثل هذه اللحظة تقود الإنسان ليقع في لحظة أخرى تنهي حياته، بعد أن يختار الانتحار مثلاً.. وأظن أن مثل هذه اللحظات تمر بأناس كثر في عالمنا هذا ماضيه وحاضره ومستقبله.. وهذا ما يحدث كمثال لتلك اللحظات في مجاهيل الإيدز، منذ أن كان فيروساً يسرح ويمرح في دواخل الإنسان إلى أن يصبح مرضاً يصعب علاجه.. انتبهوا سادتي فقط قلت يصعب علاجه لكنني لم أقصد يصعب إيقافه.. لأنه والحمد لله قد توصل العالم لعلاجات تمنع إهلاكه الكامل للجهاز المناعي للإنسان، وهذه خطوة نشكر عليها المهتمين بأمر هذا المرض.. وأعتقد أن الإيدز وبوصفه المرضي لا يعتبر مرضاً، لكنه حالة تلازم الإنسان ويمكنه تجنبها بخطوتين مهمتين، الأولى الحرص وعدم الوقوع في أسباب انتقاله، وهذه المرحلة في يد الإنسان نفسه فهو من يجنب نفسه الإصابة بالمرض وهو من يذهب إليه بنفسه.. أما المرحلة الثانية وهي مرحلة الإصابة بالفيروس فهي مرحلة مهمة، ولابد لأي إنسان أن يتأكد أنه غير مصاب بهذا الفيروس بواسطة الفحص الطوعي والسري، الذي تنتشر مراكزه في كل ولايات السودان ولا سيما الخرطوم التي فتح بها أكثر من أربعين مركزاً.. وأعتقد أن هذه المراكز ليس عليها إقبال كبير، هناك مفهوم خاطئ في أن هناك وصمة تلحق بأي مصاب بالإيدز، وأظن أن هذا المفهوم الخاطئ قد جعل أعداد المصابين تتزايد في السودان مع كل صباح.. وبالمناسبة حامل الفيروس لا تظهر عليه الأعراض أو شكل المرض بسهولة ويمكن أن يحمل الفيروس لسنين تصل إلى «15»، نحن وأنتم وكل المجتمع مكلفون بإيقاف هذا الفيروس اللعين، أولاً بفهمه وهضمه حتى لا يواصل الناس في بث معلوماتهم الخاطئة التي يقع ضحيتها كل مصاب، فالأمراض نوع من الابتلاءات يجب أن نتعامل معها بطرق تعيننا على تجنب إيذائها البدني والنفسي، فما أقسى على الإنسان أن يعيش في عزلة من الناس، ففي السجن يكون الحبس الانفرادي أكثر قسوة ناهيك عن العزل خارج المجتمع.. عزيزي القارئ إن الإيدز حالة وليس مرضاً ويمكن التعامل مع المصاب به بكل أمان، فهو شخص عادي وفعال في المجتمع وفي اعتقادي أن جهل الناس بالمرض هو الذي يجعل بعضهم يخطئ في التعامل معه.. سادتي عفواً لقد انتهت مساحة مقالي ولكن لم ينتهِ الموضوع، وسأواصل فيه لكن ليس بصورة متتالية، ومنذ الآن فإنني أعلنها حرباً شعواء ضد الإيدز عبر حملة معلوماتية أخرى، ترفع عنا الجهل الذي آخر الشفاء وزرع الشقاء في طريق معظم المتعايشين... فقط تابعونا