قرار المفوضية الأوربية بحظر دخول الطيران السوداني لمطارات أوربا فيه جوانب مضحكة!!. وشر البلية ما يضحك!! فالقصة باختصار أن أوربا قالت للطائرات السودانية: ما تجي عندنا، يعني باللهجة السودانية المستخدمة في سوق «الأربعاء»: يا زول اوعك تقرب، !! مع أن (أبو اللمين) غنى وأطرب السودانيين قرب تعال ما تبتعد!!. أمس في التلفون، سألت الأخ عبد الحافظ عبد الرحيم، الناطق الرسمي باسم الطيران المدني، قال لي: إن ال «12» شركة طيران التي حظرها القرار، دون أن يسميها، لم تسير رحلات من السودان لأوربا!! يعني هذه الطائرات «ما شمت ريحة التراب الأوربي» «الأنيق المعطر». حال هذه الطائرات ينطبق عليه حال «القطر» الذي غنى له عبد الله البعيو، والذي كان جاري في الطائرة الأنيقة الجميلة، التي هبطت بنا العام الماضي، في بروكسل، هذه الشركات محلية والبعيو غنى (المحلي) «داخل » عطبرة!! ولم يقل «داخل» أوربا. إذن لماذا سارعت المفوضية الأوربية بحظر طائرات هي أصلاً لم تطر في سماءها!! وحتى سودانير نفسها توقفت من السفر لأوربا لأسباب تجارية؟ إذن لمصلحة من «هذا التشويه الضارّ»؟ فإذا كانت المسالة متعلقة باجراءات السلامة الدولية، فلماذا لم تعتمد المفوضية الأوربية شهادة المنظمة الدولية للطيران المدني التي يقول المسؤولون بالطيران المدني: إن السودان نفذ توصيات المنظمة الدولية فيما يتعلق بإجراءات السلامة الجوية بنسبة 80% ، وقالوا: إن المنظمة الدولية أصدرت قائمة بالدول المتدنية في السلامة الجوية، حيث خلا منها اسم السودان . إذن أمام السودان معركة طويلة لإثبات من هو الذي يمنح شهادة السلامة، هل هي المفوضية الأوربية، أم المنظمة الدولية، المسؤولة دولياً عن رقابة وتفتيش المطارات والطائرات العالمية. وهذا لا يمنعنا أيضاً من القول: إن الطائرات السودانية، -على ضوء التجارب السابقة- هي أيضاً أمام معركة أخرى لإثبات مبدأ السلامة، قولاً وفعلاً، وعليها المضي قدماً لتكملة نسبة ال 20% من إجراءات السلامة الجوية، ونحن في انتظار إزالة الظلم، ورفع اسم الطائرات السودانية المسكينة التي لم تسافر لأوربا، ومع ذلك وضعت في القائمة السوداء، ويا ويل من يوضع في هذه القائمة؟