في العام 1975م أكمل الدارس أبّو فضل الله أبّو دراسة التمريض بمستشفى الشعب بالخرطوم التي عمل بها حتى العام 1980م بجانب عمله بدار العجزة والمُسنين ببحري، بعدها هاجر إلى المملكة العربية السعودية وعمل بمستوصف رابغ بالمنطقة الغربية مع البدو لمدة (23) عاماً عاد بعدها للسودان غير أنه ترك هذه المهنة بسبب إجابة عن سؤاله لأحد زملائه عن المرتّب الذي علم أنه لا يتجاوز (350) جنيهاً فقرر أن يعمل سائق تاكسي برتبة ممرض على حد تعبيره ولكنّه يحمل معه سماعة وميزان ضغط يملكهما منذ (35) عاماً «آخرلحظة» جلست مع سائق التاكسي المُمرض لمعرفة الكثير عن تفاصيل تجربته المزدوجة: أعالج زبائني وزملاء المهنة من السائقين - يقول الممرض سائق التاكسي أبّو فضل الله أبّو الذي تعود جذوره إلى مدينة دنقلا إن المغزى من الالتحاق بأي مهنة هو توفير لقمة العيش ومصاريف تحمي من جور الفقر وحفظ كرامة الإنسان وأسرته لذا من الطبيعي أن يبدّل الإنسان مهنته إلى الأفضل إن وجد، مضيفاً لم أجد أي غرابة كوني تحولت من التمريض إلى سائق تاكسي فقد سبق أن احترفت هذا العمل عام 1978م، حيث كنت أزاوله نهاية الدوام (يعني عندي خبرة كويسة) ولكن لم أترك أدواتي الطبية في البيت لأني أساعد بها الكثيرين من زبائني المرضى وزملائي السائقين بل صار أغلبهم ينعتني بالدكتور لأنني أرشدهم طبياً وأشخّص لهم الأعراض الأولية. * هؤلاء أبرز الذين عملت معهم من الممرضين والأطباء قال أبّو فضل الله إن رحلة عمله بالتمريض جعلته يتعرّف على عدد من الممرضين منهم ميرغني محمد ميرغني، شقاق وود المطر بمستشفى الشعب وأحمد الحسين ببحري بجانب الأطباء الراحل الدكتور عابدين شرف أخصائي الصدر، الدكتور أحمد عبدالعزيز جراح القلب، الدكتور سنهوري المتخصص في جراحة الصدر والدكتور حسين أبو صالح وزير الصحة والخارجية الأسبق وجراح المخ والأعصاب المعروف، وفي ختام حديثي أقدم وصية خاصة للجهات المعنية بالصحة وهي أن يكون لبس الممرضين «الكوت» داخل العنبر فقط وعدم إرتدائه في الكافتريات والمطاعم كما هو ملاحظ، كما أطالب بنشر التوعية الصحية للمواطنين، كما قدّم نصيحة غالية لزملاء المهنة السائقين بالتعامل والعطف على الركاب وتقدير ظروفهم خاصة المرضى، مشيراً إلى أنه قدّم خدمة طبية حيث وزن الضغط للكثيرين مؤكداً أنه الضغط كان يُصيب الساسة ورجال المال فانعكست الصورة اليوم.