• إذا ألقينا نظرة على الوسط الفني وتحديداً الغنائي سنجد من الصعوبة أن نحصر عدد الفنانين في العاصمة القومية بمدنها الثلاث (الخرطوم, وأم درمان, والخرطوم بحري) ففي كل شارع يوجد مغنٍ أو بالأصح (مغنواتي), وإذا كانت الجزائر تعرف ببلد المليون شهيد, تستحق العاصمة الخرطوم أن نطلق عليها لقب (عاصمة المليون مغني). • ليس من الضروري أن تمتلك الصوت الجيد وليس الجميل لكي تصبح مغنيا, لكن يجب أن تجد العازف الماهر أو العازف الأكثر إصدارا للضجيج لكي ينوب عنك وتصبح مغني الحفلات رقم واحد, ويجب إيجاد (شويعر) وليس شاعر يكتب كلاماً غير مفهوم يتكون من ثلاثة مقاطع كحد أقصى, وفي كل مقطع ثلاث كلمات أيضا كحد أقصى. • هذه المساحة التي يجدها هؤلاء المغنواتية من أسبابها غياب عدد من الأصوات الجادة عن الساحة الفنية والفنانين الذين يمتكلون قاعدة جماهيرية متميزة وأصبحوا يهتمون فقط بالظهور على شاشات قنواتنا الفضائية من فترة إلى أخرى وبأغنيات أغلبها سمعها جمهورهم كثيرا ولا جديد يذكر لهم. • من هؤلاء الفنانين نادر خضر الذي كانت حفلاته الجماهيرية تحظى بإقبال جماهيري جيد جداً وكان ينافس الفنان محمود عبد العزيز من حيث الإقبال الجماهيري, إلا أن بريقه خفض منذ سنوات, وانفض عنه الجمهور بعد أن كان أحد فناني الشباك خاصة في حفلات التخريج, إضافة إلى كثرة الوعود التي كان يطلقها نادر بإصداره لألبوم غنائي ولم يفِ بأي وعد حتى صار الكاسيت في طي النسيان. • معتز صباحي من الفنانين الشباب اللذين وصولوا إلى النجومية في فترة وجيزة والتف حوله جمهور غفير كان يتابع حفلاته أينما ذهب وتنال الألبومات التي يقدمها نسبا عالية في التوزيع, إلا أنه لم يستثمر هذا النجاح والانتشار بالصورة المثلى, فتوارى عن الأنظار لفترة وانضم إلى كتيبة النسيان تاركاً الساحة لمن يقلون عنه موهبة وإمكانيات. • عبد الكريم أبو طالب, أمير حلفا, عصام محمد نور, سامي المغربي, والقائمة تطول من فنانين لو استمروا بذات النهج الذي بدءوا به لما استطاع كثير من المغنواتية أن يجدوا طريقا للظهور والمساحات التي يجدونها الآن ولكنهم استكانوا لنجاح البدايات فصاروا لا يذكرون كثيرا.