تعثرت مفاوضات السلام بين السودان و دولة الجنوب في يومها الثاني أمس وتباعدت رؤى اللجان الأمنية في البلدين حيال ثلاث موضوعات أخضعت لنقاش مستفيض دون التوصل إلى نقطة التقاء مشتركة، وتبذل الوساطة الإفريقية بمعاونة مسهلين غربيين مساع مكثفة للتوفيق بين الطرفين بعد مطالبتها الوفدين بعقد اجتماعات تشاورية منفصلة ينتظر أن تضع بعدها الوساطة مقترحات لتقريب الشقة المتباعدة. وعلمت "الأحداث" من مصادر مأذونة بشيوع أجواء متوترة داخل غرفة الاجتماعات مع إصرار كل طرف على حسم ملفات يضعها على قائمة الأولوية، وتمسك وفد دولة الجنوب بخارطته التي أقرتها الدولة الوليدة قبل أسابيع كمرجعية لتحديد المناطق المنزوعة السلاح وهو ما رفضه مفاوضو الخرطوم بشدة، كما اعترضوا على مقترح جنوبي بجعل المناطق الخمسة محل النزاع منزوعة السلاح. وقال المتحدث الرسمي باسم وفد السودان في اللجنة السياسية والأمنية المشتركة عمر دهب: إن وفد حكومة جنوب السودان أقحم وضع حالة الطوارئ في المناطق الحدودية و تبادل السفراء في الأجندة بما يغير مسار المفاوضات، مؤكدا أن الحكومة السودانية عارضت تلك الأجندة باعتبارها ليست محل أولوية حاليا. وأكد دهب للصحفيين مواصلة التفاوض وفقاً للجدول الموضوع والذي ناقش على أساسه الطرفان ثلاث مسائل من بين ست، وهي: وقف العدائيات، والانسحاب داخل حدود كل دولة، ووقف دعم ومساندة الحركات المتمردة. وأوضح أن السودان تمسك بخارطة التفاوض المطروحة من مجلس الأمن والاتحاد الأفريقي، الأمر الذي أدى لتوتر الاجتماعات خاصة بعد عدم التوصل إلى اتفاق كامل حول النقاط الثلاث. وأكد دهب تمسك السودان بالاعتماد على الخرط ذات المرجعية ومن بينها التي اعتمدت حين اعترف السودان بدولة جنوب السودان عقب الانفصال، وبالخرط التي تستخدمها الأممالمتحدة "بعثة اليوناميس" حاليا في الجنوب وسواها التي تستعين بها بعثة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور "اليوناميد". بينما يصر موفدو جنوب السودان على أن تلك الخرائط لا تشكل مرجعية وأن الأممالمتحدة وضعتها لدواع بعينها ولا يستقيم الاعتماد عليها في النزاع الحالي بين البلدين. وأشار دهب إلى أن المسائل التي طرحها وفد جنوب السودان جديرة بالاعتبار، ولكنها ليست بذات صلة بالمسائل الأمنية وتشكل انحرافاً عن العمل العام الخاص بإرساء دعائم الأمن والسلام بين الدولتين تمهيداً لمناقشة المسائل الأخرى التي ذكرت في الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن والمرتبطة بالمسائل العالقة. وقال وزير خارجية جنوب السودان نيال دينق نيال للصحافيين "إن مواقف الطرفين ما زالت متباعدة حول هذه المسألة، وما زلنا غير قادرين على التفاهم على ترسيم خط للمنطقة المنزوعة السلاح". من ناحية أخرى أكد عمر دهب طبقا لسونا بأن لجنة أبيي ستجتمع اليوم دون ارتباط بإحراز اختراقات أخرى في مسار المفاوضات على مستوى اللجنة السياسية والأمنية المشتركة.