تمكنت سلطات ولاية جنوب دارفور من استعادة الرهينة الأمريكية الموظفة في منظمة (سمارتس بيرس الامريكية) التي تم اختطافها من مدينة نيالا بعد أن قضت أكثر من (100) يوم بين الجبال والأودية حسب ما قالت. وأكدت الامريكية «فلافيا» في لقاء موسع شهدته كافة فعاليات المجتمع بمدينة نيالا أمس (الاثنين) أنها بصحة جيدة، مشيرة إلى أنها وجدت معاملة كريمة من الخاطفين، إلا أنها وصفتهم أثناء اسقبال الوالي لها بمكتبه، ب «المجرمين»، وأعربت عن تقديرها للجهود التي بذلتها الأجهزة الأمنية لاستعادتها سالمة، وعبرت عن أسفها للقلق والضغط النفسي الذي وضعت فيه والديها طيلة فترة اختطافها. من جهته جدد والي جنوب دارفور (عبد الحميد موسى كاشا) مطالبته للمنظمات الدولية العاملة بالولاية بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية في تحركاتها وأنشتطها لمنع وقوع حوادث اختطاف الأجانب التي تزايدت في الآونة الاخيرة، وقال إن التنسيق يسهل على السلطات عمليات ملاحقة الجناة حال وقوع أية عملية اختطاف، مشيراً إلى أن الفريق الذي استعاد الرهينة تحرك قبل عشرة أيام بقيادة النقيب شرطة عبد الرحيم جمعة عبد الرحيم الذي أكد حينها أنه لن يعود إلا بعد إطلاق سراح الإمريكية المختطفة، مؤكداً أن العملية تمت بدون مساومة أو دفع فدية مالية للخاطفين. وفي الأثناء أمر والي جنوب دارفور بإخراج إحدى الموظفات في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من القاعة وأعلن طردها من الولاية بصورة نهائية ووجه بإكمال إجراءات مغادرتها في غضون (5) ساعات فقط، وقال الوالي للصحفيين إن العاملة حرضت الأمريكية «فلافيا» بأن تقول لوسائل الإعلام إنها تعرضت لمعاملة قاسية وسيئة من قبل الخاطفين، وأضاف: إن هؤلاء يمثلون أصحاب الأجندة الخفية من المنظمات ولن تقبل حكومة الولاية بوجودها على الإطلاق. وفي ما يتعلق بأمر الطيارين الروسيين الذين تم اختطافهما أمس الأول (الأحد) من مدينة نيالا أكد الوالي أن الأجهزة الأمنية تواصل البحث عنهم، ووصف استعادتهم ب «الأمر الهين»، وعزا الوالي عملية اختطافهما إلى أنهما كانا يسيران بدون حماية. وقالت منظمة (ساماريتانز بيرس) في بيان إن فلافيا فاغنر (35 سنة) أمضت (105) أيام محتجزة، وقالت «إنها متشوقة لرؤية أسرتها في الولاياتالمتحدة». وأضاف البيان أن «حالتها جيدة». وأكد المتحدث باسم الخاطفين أبو محمد السليمي في اتصال عبر هاتف يعمل بالاقمار الصناعية لوكالة فرانس برس انه «تم إطلاق سراح الرهينة في المنطقة الحدودية بين تشاد والسودان بشمال دارفور وتم تسليمها لأجهزة الأمن السودانية بالقرب من بلدة الطيبة في هذه المنطقة»، ونفى أن يكون اختطافها تم بدافع الحصول على فدية، وقال «عندما قمنا باختطاف الأمريكية كانت لدينا مطالب محددة لدى الحكومة والآن تعهدت بإنفاذها ونحن وثقنا في هذا الوعد وأطلقنا سراحها وإذا لم تف الحكومة بوعدها فالسجال مستمر».