رغم المساحات الضيئلة التي تم زرعها بمشروع الجزيرة والمناقل بمحصول القطن، والبالغة (38) ألف فدان؛ إلا أن المزارعين أكدوا أن الإنتاج مبشر، حيث يتوقع أن يتجاوز الفدان (15) قنطاراً. جاء ذلك لدى جولة «الأهرام اليوم» بعدد من أقسام وتفاتيش مشروع الجزيرة في زيارة نظمتها شركة السودان للأقطان، حيث أعلن د. عابدين محمد علي، المدير العام لشركة السودان للأقطان، عن منح الشركة مبلغ مليون جنيه لأحد المزارعين كأول مزارع يبدأ عمليات جني القطن بقسم الحاج عبد الله، فيما تبرع كذلك بمبلغ (5) ملايين دعماً لعمليات الجني بالمشروع، وقال إن الشركة ستبدأ في توزيع الأرباح للمزارعين، التي وصلت إلى (77) مليار جنيه، معلناً في ذات الوقت عن خطة جديدة لزراعة (300) ألف فدان بمشروع الجزيرة، حيث ستقوم الشركة بتمويل كل العمليات الزراعية كما فعلت هذا الموسم، مؤكداً استعداد الشركة لتمويل لتمويل كل المساحات التي ستتم زراعتها بالقطن بالمشاريع الزراعية الأخرى، وقال إن الإنتاج الكبير والمتوقع هذا الموسم جاء بتوفيق من عند الله، حيث أكرمنا بزراعة أصناف جديدة في إمكانياتها وجودتها، مشيراً إلى الجهد الكبير الذي بذلته غرفة إنجاح الموسم الزراعي بالمشروع، وأوضح أن سياسة وخطة الشركة تتضمن تمويل أكثر من (600) ألف فدان وذلك في إطار التوسع في زراعة محصول القطن بكل السودان. وعن استخدام المبيدات أكد د. عابدين أن الشركة اتبعت المنهج العلمي الصحيح في استخدامها بمشاركة المجلس العلمي للمبيدات الذي تشارك فيه كل الجهات ذات الصلة، وبالتالي فهي حريصة على النجاح، وذلك في إشارة منه إلى ما تم الترويج له عن استخدام المبيدات (الفاسدة)، مؤكداً أن الجهات التي روجت لذلك ستتم مقاضاتها. وأضاف د. عابدين «هل يعقل أن يقتل الإنسان ولده؟». من جانبه دعا الأمين أحمد الفكي، الأمين العام لاتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، المزارعين إلى المضي قدماً في التوسع في زراعة القطن، وأن يسير العمل بالكثير من (الهمة)، لأن الهمة هي رأسمال الإنسان. وقال (نريد أن نعيد للقطن هيبته ومكانته ومزيداً من التحفيز كما فعل د. عابدين)، وقال إن الجزيرة هي قلب السودان لذلك لا بد من المحافظة عليها. وأوضح أنه ليس لدينا أعز من الأرض وزراعتها، داعياً إلى الصدق مع الأرض وذلك حتى تتنزل علينا البركات من الله، وأضاف أن الإنسان حمل الأمانة بعد أن رفضتها السماوات والأرض، ودعا إلى ضرورة وحدة الصف والعمل من أجل الوطن. وأكد عباس عبد الباقي، رئيس مجلس شركة السودان للأقطان، ورئيس اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل، أن الشركة تبنت زراعة القطن وتوفير كل المدخلات الخاصة به، ووضعت خطة سميت السياسة الجاذبة للقطن، حيث تم تنفيذ هذه السياسة في الموسم الجاري عن طريق فك التعقيدات التي جعلت المزارعين يحجمون عن زراعته. وقال إن العون جاء من عند الله تعالى حينما ارتفعت الأسعار العالمية التي وصلت إلى (400) لبركات، و(300) للأكالا، مؤكداً أنه في حالة ارتفاع الأسعار أكثر من ذلك فسيتم توزيع فارق السعر على المزارع، وأوضح أن الشركة سترتب كل الأمور السلبية من أجل المواكبة والتطور. وأوضح علي النعيم، مدير شركة الهدف بولاية الجزيرة، أن القطن يعتبر من المحاصيل الإستراتيجية للدولة، مشيراً إلى الجهود الكبيرة التي بذلت من أجل إنجاح محصول القطن هذا الموسم.