{ تطلق ولاية الخرطوم حملة واسعة لجمع الأسلحة غير المرخص بها في إطار خطة تهدف إلى تجفيف العاصمة من السلاح، وتسبق الحملة نفرة تبصِّر وتعبئ المواطنين بمخاطر السلاح وتأثيراته السلبية على أمن وممتلكات وأرواح المواطنين، تقودها منظمة «مأمن» وهي من منظمات المجتمع المدني الفاعلة في هذا الجانب، التي لها إسهاماتها المقدرة في العمل الطوعي بفضل قدراتها المعرفية الكبيرة، وكادرها المتخصص، وأفكارها المتطورة، التي تواكب العصر فكراً وتقنية. { من الأسباب التي تحمل السلطات بولاية الخرطوم على إنفاذ مثل هذه الحملات؛ أن العاصمة الخرطوم شهدت وفي فترات متلاحقة محاولات تخريبية وانقلابية، نجحت الأجهزة الأمنية في كشفها وجمع أسلحة من مواقع مختلفة من ولاية الخرطوم، ثم أعقب ذلك هجوم حركة العدل والمساواة على أم درمان في مايو من العام 2008م، وبالرغم من تدمير الحركة بالكامل؛ إلا أنه من المؤكد أن هناك أسلحة في شكل قطع تسربت إلى الأحياء، وكذلك فإن الشريك المشاكس «الحركة الشعبية» لا بد أن هناك اختراقات وثغرات أحدثتها في جسم التأمين الذاتي، الذي ظل راسخاً لسنوات يضبط أي خروج عن القنوات الشرعية لحركة السلاح، فأضافت الحركة قنوات يتسرب من خلالها السلاح دون علم السلطات الأمنية بولاية الخرطوم، وهي الأمينة على أرواح الناس وممتلكاتهم. كما يضاف إلى الأسباب التي دعت ولاية الخرطوم إلى إطلاق حملتها الواسعة لتجفيف العاصمة من السلاح؛ حركة البيع وتجارة الأسلحة التي تتم في الخفاء، ولها روادها ومرتادوها، وتنشط بشكل مزعج وسط الأحياء الطرفية، فكل هذه الأسباب ومعطيات أخرى تدفع بالمواطن للإسهام الكبير في إنجاح هذه الحملة، والبلاد تستقبل تحديات كبيرة تفرض علينا أن نكون يداً واحدة، ومتكاتفين مع أجهزتنا لإنجاز المهمة بأفضل النتائج. { الأحداث وما يحاك ضد البلاد من مؤامرات قفزت بالحس الأمني للمواطن السوداني إلى درجات مقدرة، جعلته مهيأ للاضطلاع بواجبه الوطني، وقد شهدت أحداث بعينها صوراً فريدة لتكاتف الشعب مع أجهزته الأمنية، وقد أسهم كل ذلك في درء وصد العديد من المخاطر، في أحايين كثيرة تجد المواطن أمام أفراد قواته النظامية يدافع عن حياضه، ولكم لعبت المعلومة التي يقدمها المواطن لأجهزته دوراً مقدراً في كشف عدد من المؤامرات، فحُفظت أرواح وممتلكات، وفوتت الفرصة على أعداء أمتنا. { «دا كلو كوم» والشمال في ثوبه الجديد بعد التاسع من يناير القادم «كوم» آخر يجب أن نعمل جميعاً لأجل بنائه ونهضته، وقبل ذلك أمنه واستقراره، يجب أن نبني شمالاً هو أكثر الأماكن أمناً في العالم، عاصمته ليست فيها قطعة سلاح واحدة خارج الأطر المشروعة، كل السلاح محسوب ومعروف ومشروع، لن تنطلق طلقة واحدة إلا في أفراحنا وبمقدار، حتى لا تفسد أفراح أهل الشمال، ويومها أفراح أهل الشمال بكافة قبائلهم ساحة للتصاهر والانصهار، تحببهم أفئدتهم إلى بعضهم البعض، وتنزع من قلوبهم التناقض والتنافر، تمضي حياتهم في سلاسة ويسر، تحميهم أسلحة الشرطة، وتؤويهم ملاذات الوطن الواسع الرحب، وقد طوى صراعاته وبؤر النزاع فيه، وشغلتهم نهضة أمتهم تقودهم ثقافة تثمر تنوعاً وتجيب على أسئلتهم في رحاب الهوية السودانوية عن ماضيهم وحاضرهم ومصيرهم وكل تفاصيل الحياة دون استعلاء ولا تغريب لأحد ولا عزل لأحد. { أمام حملة ولاية الخرطوم فرص عدة لاستثمارها، وهي بالتأكد ستساعد الحملة على بلوغ أهدافها، وأبرز هذه الفرص الأوضاع الحالية التي تعيشها البلاد، وما أحدثته من رغبة هائلة وسط المواطنين في بسط الأمن وسلامة الوطن، وأن يتم الانفصال أو الوحدة بعد أن يحدد شعب الجنوب خياره في الاستفتاء القادم بشكل سلس، وبعيداً عن العنف والحروب، ولذلك، وإن أحسنت الولاية خطابها لشعب الخرطوم، وبلغت حكمتها كل مواطن في الولاية؛ فإن تدافعاً وتعاوناً منقطع النظير ستجده هذه الحملة الموعودة بإذن الله، وعندها سيدفع كل مواطن يملك سلاحاً غير مرخص بسلاحه إلى السلطات، وينتظر دورها لتؤمنه وهو كامل الثقة فيها ويتجاوز دوره خانة التسليم والتسلم إلى تبليغ السلطات بما يتوفر إليه من معلومات عن كل ظاهرة غير طبيعية تتصل بالسلاح وتجارته وتخزينه. { كذلك فإن الحملة عبر برنامجها التعبوي والتنويري ينتظرها عمل كبير وسط مختلف القطاعات من طلاب ومرأة وشباب وسلاطين ورجال إدارة أهلية وفعاليات رياضية وثقافية وسياسية واجتماعية، فتحتشد كل هذه الطاقات من أجل عاصمة خالية من السلاح وآمنة ومستقرة.