أعلنت جامعة الدول العربية أمس (الخميس) أن اجتماعاً تشاورياً للمندوبين الدائمين لديها سيعقد غداً (السبت) في مقر أمانتها العامة برئاسة أمينها العام عمرو موسى لبحث تطورات الأوضاع في السودان من كافة جوانبها. وأوضح نائب الأمين للجامعة العربية، السفير أحمد بن حلي، في تصريحات صحفية أن الاجتماع التشاوري يأتي مع اقتراب استحقاقيْ تقرير المصير للجنوب ومنطقة (أبيي) وكذلك لمتابعة ملف دارفور والمساعي القطرية لدفع جهود السلام في الإقليم، الى جانب متابعة التحضيرات الخاصة بعقد المؤتمر الدولي لدعم وتنمية إقليم شرق السودان الذي تستضيفه دولة الكويت الأسبوع المقبل. وأكد بن حلي أن الأوضاع الحالية في السودان تشكل الملفات الأساسية والعاجلة على أجندة الجامعة العربية خاصة مع اقتراب استحقاق الاستفتاء على تقرير المصير لأبناء جنوب السودان في التاسع من يناير المقبل، منوهاً بجهود قطر في إطار مفاوضات الدوحة الخاصة بدارفور للتوفيق بين الحكومة السودانية والفصائل الدارفورية التي ما زالت مترددة في الانضمام الى هذه المفاوضات. وأشار في هذا الإطار الى أن هناك بعض الإشكاليات المتعلقة بالتحضير الجيد للاستفتاء الخاص بجنوب السودان، مبيناً أن الجامعة العربية بصدد إعداد فريق كبير من المراقبين يضم مراقبين من الاتحاد البرلماني العربي والأمانة العامة للجامعة العربية، وأضاف أن الجامعة العربية تلقت كذلك طلبات من بعض الدول العربية لإرسال مراقبين لهذا الاستفتاء ضمن وفد مراقبي الأمانة العامة للجامعة، موضحاً أن هذه الأمور كافة ستكون موضع تشاور من قبل المندوبين الدائمين خلال اجتماعهم التشاوري. ولفت بن حلي أيضاً الى أن الجامعة العربية ستشارك خلال الأسبوع المقبل في أعمال المؤتمر الدولي المهم لإعمار وتنمية إقليم شرق السودان الذي يعقد في دولة الكويت، وأوضح أنه يجري حالياً استكمال الترتيبات الخاصة بالمؤتمر بالتنسيق بين الجامعة العربية ودولة الكويت صاحبة المبادرة بعقده، مبيناً أنه سيتم إطلاع المندوبين الدائمين على كل هذه الترتيبات المتعلقة بالمؤتمر، وذكر أن الاجتماع التشاوري للمندوبين الدائمين سيشهد مداخلة من رئيس وفد السودان لإطلاع المندوبين الدائمين على مجمل تطورات الأوضاع في بلاده سواء ما يتعلق بالجنوب أو دارفور، كما سيقدم الأمين العام للجامعة العربية تقريراً يتضمن رؤيته ومقترحاته حول الشأن السوداني في هذه المرحلة. وأكد بن حلي ان السودان يمر بمنعطف بغاية الحساسية في تاريخه الحديث وأنه مقبل على مرحلة في غاية الدقة خاصة ما يتعلق بالاستفتاء والتحضير له وتوفير الأمن والاستقرار للسودان ومعالجة قضيتيْ (أبيي) ودارفور من كافة النواحي.