رهنت أمريكا رفع العقوبات الاقتصادية عن السودان ورفع اسمه من قائمة الإرهاب والتعامل مع الإدارة الأمريكية والترفيع الدبلوماسي بقبول الحكومة السودانية لنتائج استفتاء الجنوب وإعلان النتائج النهائية الأسبوع القادم، وكشفت عن إعلان رئيسها باراك أوباما تكليف وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ببداية إجراءات رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد إعلان نتيجة الاستفتاء مباشرة بيومين أو أسبوعين كحد أقصى، وتوقعت الحكومة حدوث تطورات إيجابية كبيرة في تحسن الأوضاع والعلاقات مع واشنطون بعد التزامها بتنفيذ إجراء الاستفتاء وإعلان قبولها وترحيبها بنتائجه الأولية، وكشفت أمريكا عن تلقيها تأكيدات واضحة وقوية من قبل الحكومة بالاستعداد التام لقبول نتائج الاستفتاء والالتزام بحل القضايا العالقة في أبيي والمياه والجنسية قبل التاسع من يوليو، والاتفاق على العمل مع واشنطون لتجاوز القضايا العالقة، وأعلن نائب وزيرة الخارجية الأمريكية عن اتخاذ إدارة أوباما خطوات فورية في القضايا بين الخرطوم وواشنطون فور قبول نتائج الاستفتاء النهائية، وأرسل المبعوث رسالة إلى السودان تتعلق بتعزيز الشراكة بين البلدين للتغلب على معوقات الماضي وبناء علاقات إيجابية قوية وتبادل الآراء لإزالة عقبات التطبيع مع السودان، وقالت الحكومة إنها بدأت تتلمس خطوات عملية من أمريكا تؤكد الاستعداد والجدية لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، وأكد مبعوث إدارة أوباما مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية جيمس إستاينبيرج في تصريحات عقب إنهائه لقاءات متفرقة مع نائب رئيس الجمهورية علي عثمان ومساعد الرئيس د. نافع علي نافع ووزير الخارجية علي كرتي ومستشار الرئيس صلاح عبد الله قوش أمس (الأربعاء)؛ على إبداء أوباما وهيلاري كلينتون الاستعداد لاستغلال فرصة قبول نتائج الاستفتاء لدفع العلاقات الثنائية للأمام خطوة بخطوة، وأشار إلى التعهدات والتفاهمات المشتركة التي تمت بين الخرطوم وواشنطون واعتبر تنفيذ اتفاق نيفاشا إسهاماً في تطبيع العلاقات، ونبه إلى أنه بحث مع المسؤولين قضية دارفور وكيفية التعامل مع الوضع الإنساني. في الأثناء كشف وزير الخارجية علي كرتي في تصريحات للصحافيين عن تلقيهم تأكيدات من نائب وزيرة الخارجية الأمريكية بأن يتم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب فور إعلان النتائج النهائية للاستفتاء - التي ستعلن في السابع من فبراير الجاري - ونبه إلى أن «مباشرة» تعني خلال يومين أو ربما أسبوعين في حد أقصى، وقال كرتي: «هناك تغيير كبير سيظهر على وجه السودان في مجال العلاقات الدولية والاقتصاد والسياسية خلال الأيام المتبقية من فبراير»، وقال كرتي: «إن هناك فشلاً من قبل أمريكا وتنصلاً عن الوفاء بالتزاماتها ووعودها تجاه السودان»، واستدرك: «لكن الآن نعطيهم فرصة جديدة»، ونبه كرتي إلى أن زيارة المبعوث الأمريكي مواصلة للحوار الذي بدأه في واشنطن خلال الأيام الماضية وأنها تعتبر بداية للتواصل من ناحية المسؤولين الأمريكيين مع السودان بصورة رسمية. وتشير «الأهرام اليوم» إلى أن الحكومة المركزية أعلنت على لسان نائب رئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه أمس الأول (الثلاثاء) القبول بالنتائج الأولية للاستفتاء.