كشفت جولة موسعة في أسواق مدن العاصمة الثلاث (الخرطوم، بحري، أم درمان) عن عدم وجود كميات الرغيف التي أعلنت حكومة الولاية عن طرحها للمواطنين بواقع (6) قطع بجنيه واحد، وقال عدد من المواطنين تحدثوا ل(الأهرام اليوم) إنهم لم يجدوا مخابز ورغيف الحكومة. وقال الموظف عبد الله الصديق علي إنهم حضروا ليشتروا من الخبز المدعوم من وسط الخرطوم بعد انتهاء دوام العمل، ولكن لم يجدوه، وأضاف أن الحكومة أرادت محاربة أصحاب المخابز الأهلية نفسياً، واعتبر الخطوة معالجة غير موفقة وذات تأثير سلبي على مصداقية الحكومة. وقال الموظف سيد أحمد محمد إن رفع أسعار الخبز خطوة غير معقولة ولا يمكن تقبلها، وأضاف أنهم فوجئوا بعدم وجود الخبز بسعر مخفض واشتروا (4) قطع بجنيه، واعتبر إعلان حكومة ولاية الخرطوم طرح مليون رغيفة تكتيكاً حكومياً قصد منه تهدئة خواطر المواطنين. وفي ذات السياق بسوق أم درمان أشارت المواطنة سيدة سليمان أحمد إلى أنها أتت من أمبدة للتسوق وشراء الخبز المدعوم وفوجئت بغياب الرغيف الحكومي، وقالت إنها سألت عن أماكن البيع فلم تجد إجابة من أحد. ووصفت تصريحات المسؤولين حول طرح كميات الخبز بأنها بالونة اختبار فاشلة وتخدير للمواطنين، وأردفت: «لا أعرف إلى متى سيستمرون في رفع أسعار الخبز والوقود، الضرائب، الكهرباء والمواد الغذائية وغيرها»، وقالت إن ذلك سوف يخلق نوعاً من القلق والخوف لدى العائلات، وأضافت: «إن الحكومة لا تهمها ظروف المواطنين»، واعتبرت الهدف من وراء التصريحات إجبار المخابز الأهلية على خفض أسعار الرغيف. وكشف صاحب مخبز في أحد الأسواق المكتظة في الخرطوم عن استياء المواطنين من ارتفاع الأسعار، وقال: «كان الناس يعودون من الأفران حاملين أكياساً مليئة بقطع الخبز الساخن يبلغ ثمن كل منها (20) قرشاً، إلا أن هذه المرحلة تبدو اليوم من الماضي». وطالب السلطات المحلية بتحديد منافذ لبيع الرغيف الحكومي المدعوم في الأسواق والأحياء والقرى والفرقان. وقال حسني ميرغني من سوق بحري: «كنا نشتري خمس قطع خبز بسعر جنيه أما اليوم فلا نشتري إلا أربعاً بهذا الثمن». وأضاف: «الناس يشعرون بالاستياء»، أما عبد الله سعيد وهو صاحب مخبز بلدي فقال إن «سعر دقيق القمح ارتفع بنسبة (40%) بين ليلة وضحاها».