فى أول رد فعل على تحفظ الحكومة على ترشيحه لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نفى دكتور مصطفى الفقى أن يكون بينه وبين السودان أي مواقف عدائية، بل على العكس كما قال: «أنا أكثر الناس اهتماماً بالسودان وأحواله»، واعتُبرت هذه الخطوة تراجعاً من قبل المرشح المصري الذي ظل يوجه العديد من الاتهامات للحكومة إبان شغله منصب مسؤول لجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشعب المنحل، كما وصف مراقبون تصريحات الفقي بأنها محاولة لتحييد الموقف السوداني المعارض لترشيحه. وقال الفقى في تصريح صحفي أمس إنه أشاد بموقف السودان الداعم للثورة المصرية، الذي تجلى في زيارة الرئيس عمر البشير لمصر، للترحيب بالثورة وإعلان دعمها، نافياً بشكل قاطع أن يكون تبنى فى يوم من الأيام موقفاً معادياً للسودان، قائلا: «أنا أكثر الناس تقديراً للشعب السودانى، ودفاعاً عن عروبته وقوميته، ودوماً أقول عنه إنه شعب سياسي وذكي»، لافتاً إلى أن كل كتاباته تنطلق من هذا الأساس. وكان نبأ تحفظ الحكومة على ترشيح الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية الذي نشر ب «الأهرام اليوم» قد لاقى رواجاً كبيراً في الأوساط المصرية، لأن هناك شريحة عريضة من الشعب المصري ترفض ترشيح الفقي على اعتبار أنه كان أحد أركان حزب مبارك، كما تحفظت حركة 6 أبريل على القرار بشكل كبير. وعلمت «الأهرام اليوم» من مصادرها بالقاهرة أن الخارجية المصرية قد تلقت خبر تحفظ الحكومة على تعيين الفقي باهتمام شديد، ورفضت التعليق عليه إلا بعد الدراسة والتشاور. يذكر أن الدكتور مصطفى الفقي كانت له مواقف متشددة ضد الخرطوم، وظهر ذلك في كثير من مقالاته التي هاجم فيها الحكومة السودانية، حيث قال الفقي في إحدى ندوات المجلس المصري للشؤون الخارجية الذي نشر في جريدة المصري اليوم بتاريخ 30 من ديسمبر الماضي إن النظام السوداني فاشل، وأنه كان على الحكومة المصرية مؤازرة الجنوب دون الشمال لأن الحكومة في الخرطوم توطد لدولة إسلامية. واتهم الحكومة بأنها السبب وراء انفصال الجنوب.