وصل رئيس الجمهورية المشير عمر البشير إلى بكين حوالي الحادية عشرة مساء أمس «الاثنين» الرابعة صباحاً بتوقيت الصين المحلي بعد أن اكتنف الغموض مصير الطائرة الرئاسية السودانية التي كانت تقل الرئيس في طريق مغادرته من طهران إلى الصين لإجراء مباحثات مشتركة، وأرجعت وزارة الخارجية أسباب تأخر وصول الرئيس إلى العاصمة بكين التي كان مقرراً أن يصلها مساء أمس الأول (الأحد) إلى ما سمته تعديلاً جرى على مسار عبور الطائرة الرئاسية فوق أراضي دولة تركمانستان، وأنه لم يعد ممكناً العبور عبر المسار الجديد، مما اضطر قائد الطائرة للعودة إلى طهران بعد أن حلق فوق أراضي تركمانستان، في التاسعة والنصف من مساء أمس الأول (الأحد) بالتوقيت المحلي لإيران، وكشفت الخارجية في بيان لها أمس (الاثنين) حصلت (الأهرام اليوم) على نسخة منه عن تشكيل سفارتي السودان والصين في طهران غرفة متابعة للتطورات وأكدت أنه تم الحصول على مسار عبور جديد لطائرة الرئيس وتوقعت الخارجية في بيانها وصول الرئيس البشير إلى بكين في وقت لاحق من يوم أمس (الاثنين). وفيما تضاربت الأنباء حول الرحلة؛ أرجعت مصادر (الأهرام اليوم) أسباب تأخر وصول الرئيس إلى عدم حصول طائرته على أذونات لعبور الأجواء في تركمانستان. أبلغت مصادر دبلوماسية أن تركمانستان سحبت التصريح الذي منحته لعبور الطائرة أجواءها بسبب ضغوط أمريكية. وكشفت مصادر (الأهرام اليوم) أن مسار الطائرة الرئاسية تعدل لعبور الأجواء الباكستانية وصولاً إلى الصين. وكان وكيل الخارجية؛ السفير رحمة الله محمد عثمان، قد توقع في تصريح ل(الأهرام اليوم) وصول طائرة رئيس الجمهورية في الحادية عشرة مساء أمس. إلى ذلك أكد المؤتمر الوطني وضع خطة أمنية لضمان سلامة رئيس الجمهورية؛ المشير عمر البشير، خلال زيارته لدولة الصين، وقال رئيس القطاع السياسي؛ د. قطبي المهدي، إن زيارة البشير إلى الصين ستكون هزيمة أخرى لأمريكا، ولفت إلى أن الزيارة تمت وفق تقديرات أمنية محسوبة وأنهم مطمئنون على سلامة الرئيس البشير. واتهم قطبي في تصريحات صحفية بالمركز العام أمس (الاثنين) أمريكا بممارسة ضغوط على بكين لإلغاء الزيارة، وضغوط على بعض الدول التي تعبر طائرة البشير أجواءها للوصول إلى بكين، وقال إن الموقف الأمريكي متوقع وأن الزيارة ستتم وستكون هزيمة أخرى لأمريكا، ولفت في رده على سؤال حول المخاطر المحتملة من الزيارة إلى أن أي رئيس يقف ضد الأطماع الاستعمارية يكون عرضة للمخاطر، وأشار إلى اغتيال كثير من الرؤساء لذات السبب وقال: نحن ندرك هذا، ورفض التعليق حول رهن اشتراط أوباما حضوره احتفال إعلان دولة الجنوب بعدم توجيه الدعوة إلى البشير. وحول اشتراط أمريكا حل ديون السودان مقابل وقف التصعيد في جنوب كردفان قال قطبي: (نحن لا ننتظر أي شيء من أمريكا ونعلم أن تلك الوعود لأهداف محددة ثم يتم التراجع عنها)، وأكد عدم إعطائهم أي اهتمام للوعود الأمريكية، واعتبر جزرة وعصا واشنطن سياسة ميتة تمثل أكبر إهانة للدول الحرة.