يا عيد بلاك مضلمين يا فرحة في الزمن العنيد يا ماسح الدمع الحزين ومضمد الجرح الصديد يا لهفة الحضن العطش دونك يباب وغفار وبيد نرجاك يا جالب السعد تسعدنا بالوجه السعيد نقلد بعضنا حنين وشوق في معبد الريد الفريد وكل المكرن في النفوس نرميهو في اليم البعيد نتعافى نبكي بكاء فرح ونفتح صحائف من جديد ونغني والطنبور يرن وندوبي والموال نشيد مدخل ثاني: أصعب كلام في الشوق يكون لي زول عزيز بتفضلو ويكون بعيد.. لا ليك يصل ولا أنت قادر توصلو.. وتلقاه برضو يكوس عليك داير كلامك يوصلو إلا الزمن خلا الوصال نكتب كلام ونرسلو التحية لكل أهلي في السودان الحبيب وهم يستقبلون العيد السعيد.. يستقبلونه وهم باشين حتى في وجه الإعداء يوزعون الابتسامة يمنة ويسرى من أجل المعاني السامية التي تقول «تبسمك في وجه أخيك صدقة» يزرعون الفرح في عيون وقلوب اليتامى.. (كريمين) رغم كل شيء وهم يقتدون بسيد البشرية سيدنا وحبيبنا محمد بن عبدالله «صلى الله عليه وسلم» الذي «كان أجود من الريح المرسلة في رمضان»، فالسودان وأهله مازالوا بخير نسأل الله الكريم أن يكون ذلك في ميزان حسناتهم. التحية لأهلي وعشيرتي في الشمال وهم يكتبون أجمل الحروف في العيد رغم المعاناة والعيش الضنك والغلاء والفقر والعوز والعطالة والبطالة، رغم ذلك فرحين وهم يستقبلون العيد ويغنون مع الطنبور.. ونغني والطنبور يرن وندوبي والموال نشيد ذهب رمضان بخيره بعد أن جاء بخيره وهو شهر الكرم والجود وشهر السخاء والرخاء.. جاء وأهل السودان يعيشون أصعب الظروف المعيشية من ارتفاع في الأسعار واختفاء للسكر في مخازن ومطامير التجار المحتكرين بالرغم من أن السكر يعتبر السلعة الرئيسة الأولى في رمضان، رغم ذلك لم تختف موائد الرحمن. الموائد المنتشرة في الشوارع بالأحياء التي تؤكد «نحن لها رغم الغلاء وكيده» ليجئ العيد. العيد جاء وأهلنا مازالوا يرزعون الفرح كما قلت ولكن لسان حالهم يقول: عيد.. بأي حال عدت يا عيد فالحال يغني عن السؤال.. فالمعيشة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار ثم أنها تسببت بطريقة أو بأخرى في هدم الكثير من (البيوت) والأسر، ووزارة المالية لا تحرك ساكناً حيث يتوقع المزيد من الحصار على المواطن البسيط الغلبان (ود حُمد أحيمد)، فالوضع غير مطمئن وغير مبشر طالما أن هنالك نقص حاد في الإيرادات وموازنة قادمة بعجز كبير وفجوة في السلع الرئيسة، موازنة ستجئ بتحديات تتمثل كما قال منشورها في استمرار الحصار الاقتصادي وانخفاض إيرادات البترول واستيعاب أثر الانفصال. فالدولة هي المسؤولة عن كل هذا لأنها لم تهيئ القطاعات الإنتاجية للانطلاق لنتحدث فقط بعد ذهاب النفط على ضرورة انطلاق القطاعات الإنتاجية و(حلك لما تنطلق).. المواطن سيموت لأن شبح الموت يطارده من كل اتجاه بعد أن طارده شبح الجنون والتحدث مع النفس. فالشوارع أصبحت مليئة بالذين يتحدثون مع أنفسهم والسبب الوضع الاقتصادي المتردي.