{ أصبح سوق التأمين بخدماته المختلفة رائجاً ويساهم في الناتج القومي للبلدان بنسبة كبيرة. وكلما زاد استيعابنا وتطبيقنا لمفهومه الإيجابي تمكنا من اللحاق بركب الأمم المتقدمة التي بات تطوير خدمات التأمين واحداً من برامجها الانتخابية الكاسحة مثلما فعل الرئيس الأمريكي الحالي (أوباما) الذي راهن على ترقية خدمات التأمين الصحي وكسب الرهان بتأييد غريمته (هيلارى). ورغم اتساع رقعة شركات التأمين تطل علينا الشركة الوطنية للتأمين التعاوني بمسماها الجديد (التعاونية للتأمين) لسهولة حفظه وتداوله في مجال التسويق، وليعرب بوضوح عن سياساتها وأهدافها ومراميها كونها تقوم أولاً على مبدأ التعاون والتكافل بكل ما لوقع الكلمة ومعناها النبيل على المجتمع. كما عمدت لتغيير شعارها بحيث خرجت علينا بشعارٍ جديد يضم جميع المساهمين في بوتقة واحدة تدلل على مختلف الأنشطة. { وكانت (التعاونية للتأمين) قد نشأت كشركة تابعة للمؤسسة التعاونية في منتصف الثمانينات، ثم خرجت في ثوبها الجديد في العام 1989 مع بداية أسلمة البنوك وشركات التأمين، وهي تتبع حالياً لوزارة التجارة وتتميز عن غيرها بأن حملة الأسهم هم عينهم حملة الوثائق وهذا – على حسب رأي الفقهاء – أفضل أنواع التأمين التعاوني وأقربهم للشرعية. ومن أهم المساهمين (مصرف المزارع التجارى- بنك التنمية التعاوني – شركة السودان للأقطان – الصندوق القومي للمعاشات – اتحاد مزارعي الجزيرة والمناقل قطاع الجمعيات التعاونية – وشركة شيكان للتأمين – وغيرها). وقد ولجت الشركة مجال التأمين الزراعي بدخولها مشروع الجزيرة عن طريق الاشتراكات التي يدفعها صندوق درء المخاطر بالتضامن مع المزارعين، للعمل على توفير قدر وافر من الدعم وترقية النمو الزراعى. { بالمقابل تقدم الشركة في نسختها الجديدة العديد من المنتجات والخدمات والوثائق التي تفتح باب الأمل على مصراعيه وتتيح فرصاً ذهبية أمام جميع شرائح المجتمع الشيء الذي دفعنا للتبشير بنشاطها والعريف به لتعم الفائدة. فعلى سبيل المثال ستبدأ الشركة في التأسيس لما يسمى بالتكافل الصيرفي الذي يندرج تحت مظلته تقديم منتجات لعملاء البنوك على اعتبارها القطاع الأكبر والأكثر فهماً للتأمين، وذلك بما يعود بالفائدة على المصارف نفسها وعلى عملائها أيضاً، إذ تقدم الشركة وثيقة المصارف الشاملة التي تشمل تأمينها ضد كل المخاطر المحتمل أن يواجهها البنك مثل التزوير، خيانة الأمانة، الاختلاس، مخاطر الحواسب الآلية ونظام المعلومات، مشاكل الموظفين، مخاطر ترحيل السيولة، الحريق والسرقة.. إلى جانب توفير منتجاتها للعملاء وغير العملاء عن طريق وكالة البنوك وعبر نوافذ خدمية تشجع على فتح الحسابات مما يحقق زيادة في عدد المستفيدين ويرفع حجم السيولة التي يقوم البنك بإدارتها بمختلف سماتها الادخارية أو الاستثمارية واستيعابها داخل مواعين البنك لزيادة إيراداته. { كذلك يمكن الحصول على خدمات التكافل التعليمي الذي يشكل هاجساً لنا جميعاً، القائم على منهج الادخار لمستقبل الأبناء التعليمي والوظيفي والذي من مزاياه زيادة المُدّخر بالاستثمار المتراكم للنسب المدفوعة وقيام الشركة بتغطية القصور المالي عند حدوث الوفاة أو العجز الكلي، الشيء الذي يضمن توفر الخدمة للطالب المستهدف تحت كل الظروف بعيداً عن مخاطر الدخل والتوظيف والتوفير وحتى تكاليف الزواج.. أيضاً سيتم توفير تغطية تأمينية جديدة للحجاج تحت مسمى (لُبيّك) بحيث يتمكن العميل من تغطية تكلفة الحج أو العمرة بيسر، وحتى إذا ما حدث طارئ - لا قدر الله- قام الصندوق بسداد ما عليه وله الحق في توكيل من ينوب عنه في الحج باسمه من أسرته أو غيرها. وفي كل الأحوال تقوم الشركة بطرح منتجها الخاص بحماية الدخل بحيث يتصدى للطوارئ بنسبة 75% من معدل الدخل اليومي في حال تعطلت المركبة أو توقف العميل عن العمل، حتى أن الأرامل والمرضى يستفيدون من هذه الخدمة عبر ما يسمى بتأمين (العِدّة) و(الاستشفاء).. وحتى يتمكن المستفيد من تجاوز محنته. { بالإضافة لذلك قامت (التعاونية للتأمين) بصياغة وإعداد وثيقة جديدة كلياً ولا مثيل لها في سوق التأمين السوداني في ما يتعلق بالتمويل الأصغر الذي أصبح الحل الأمثل للعديد من مشاكل الأفراد والأسر، وهي الوثيقة المرشحة الآن من بنك السودان لحماية التمويل والتي طرحت في اجتماع مجلس الوزراء الأخير ووجدت القبول الكافي بحيث يتم طرحها اعتباراً من مطلع العام القادم عبر اتحاد شركات التأمين السودانية وبمشاركة تسعٍ منها لزيادة عائد التأمين ودعم الاقتصاد الوطنى، وتنشيط اندياح خدمات التمويل الأصغر من الشركات لكل الأفراد. { ومع تسارع عجلة الحياة وضنك المعيشة تجدنا في أمس الحاجة لمثل هذه السوانح التأمينية التي تقدر ظروفنا وتعمل على نقلنا من مربع الفقر إلى رحاب الأمان الاقتصادي والاجتماعي، حيث إننا محاجون لمنتجات مالية كثيرة في تأمين تعاوني مختلف. { تلويح: ويظل د. (السيد حامد حسن) الخبير الاقتصادي صاحب التاريخ الطويل في تخطيط وتنفيذ ونجاح خدمات التأمين صمام الأمان الأول للشركة وإدارتها، مع تحياتي للأستاذة القديرة (سلوى محمد عوض) مدير التسويق في مكانها المناسب.