حظيت بدعوة كريمة من الاتحاد العام للمرأة السودانية لحضور الاحتفالية التي نظمها الاتحاد بمناسبة اليوم الوطني للمرأة السودانية ومرور عشرين عاماً على تأسيس الاتحاد. لقد سعدت كثيراً بالمشاركة في هذه الاحتفالية، فقد أتاحت لي فرصة اللقاء والتعرف على كوكبة من الأخوات السودانيات المتميزات ممن يمثلن الاتحاد العام للمرأة السودانية في كثير من المؤتمرات والمحافل الدولية، وهن يشكلن أعمدة الاتحاد كالأستاذة الفاضلة سارة أبّو، أمينة السلام بالاتحاد، وهي من المؤسسات الأوائل للاتحاد، والأستاذة الفاضلة دولت تاج السر أمينة الأمانة الخارجية بالاتحاد، والأستاذة الفاضلة مها فريجون، وغيرهن كثيرات ممن يسعد المرء بلقائهن. أما عنوان مقالي «حكومة المرأة السودانية» فلعلكم تتساءلون من هي؟؟ إنها إمرأة ذائعة الصيت، على أكتافها قام التنظيم النسائي الذي عُرف فيما بعد بالاتحاد العام للمرأة السودانية، هي سيدة ليست ككل السيدات، امرأة لا تشبهها كثيرات، متفردة في الكثير من المعاني والمفردات، كاسمها رجاء الكثير من النساء (المحرومات المحتاجات) على إمتداد أرضها نيله الممتد بامتداد وطنها، لا تلقاك إلا وابتسامتها تعلو محيّاها، تقبل عليك بكل الود والترحاب رغم ما تحمله في دواخلها من هموم للمرأة والوطن، إنها امرأة المهمات الصعبة لما تمتاز به من حكمة وحنكة في تسيير دفة الأمور بسلاسة ويسر، امرأة تشعرك بالفخر والاعتزاز حينما تمشي بمحاذاتها، إنها كما يحلو لي أن أسميها (ست الكل رجاء حسن خليفة)، فقد أتاحت لي مشاركتي لهن هذه الاحتفالية الإلمام بأوجه النشاط والنهوض بالمرأة السودانية في كل جوانب الحياة. وأسعدني كثيراً ونحن نستمع في الاحتفالية الى مقدمة الحفل وهي تطرب أسماعنا بما تلقيه من أعذب كلمات الشاعرة السودانية نزارية الأشعار روضة الحاج.. وما تخلل الحفل من أغانٍ وطنية أطربت الجميع، وكما تفضلت الأستاذة سارة أبّو بإلقاء كلمتها وسردت من خلالها المعاناة التي واجهتها المرأة السودانية لتكوين اتحادها، وحثت النساء علي المحافظة على ما تحقق لهن من المكتسبات الكثيرة، وراهنت على أن لواء النساء لن يسقط طالما توحدت كلمتهن. ثم أعقبتها الأستاذة الفاضلة رجاء حسن خليفة الأمين العام لاتحاد المرأة السودانية في كلمة لها حيّت فيها نضال المرأة السودانية والرائدات الأوائل اللآتي لولا نضالهن لما تحقق للمرأة ما تحقق لها من مكاسب حصدت ثماره الآن وهي تستأثر بنسبة «25%» من المقاعد في الانتخابات المقبلة، واكتسبت وتبوأت العديد من المقاعد القيادية فكانت سفيرة، ووزيرة، ووالية، وقاضية، فضلاً عن الكثير من الجهود التي يبذلها الاتحاد والمشاريع التي يطلقها لتحسين الأوضاع الاقتصادية في البلاد بالمدن والريف على حد سواء، إضافة الى ما يطلقه الاتحاد من جوائز وما يمنحه من أوسمة التميز للمرأة، حيث قامت في الاحتفالية كل من السيدة فاطمة خالد حرم رئيس الجمهورية والرئيس الفخري للاتحاد، والأستاذة الفاضلة رجاء حسن خليفة الأمين العام للاتحاد بتكريم كل من د. تابيتا بطرس وزيرة الصحة لما قامت به من جهود في مجال الصحة انعكس إيجابياً على المرأة، كما تم تكريمي ومنحي درع الاتحاد ووسام سفيرة العلاقات الإنسانية بين الشعبين (قطر والسودان) فكانت بادرة طيبة من الاتحاد تنم عن نفوس خيّرة معطاءة جُبلت على حب الخير وفضيلة الكرم بلا حدود. إنها حكومة المرأة السودانية.. فإلى مزيد من النجاح والتوفيق في مقبل الأيام بإذن الله. كاتبة قطرية