شيعت البلاد صباح أمس (الجمعة) جثمان كمال بابكر نهار الأخ غير الشقيق للدكتور أحمد بابكر نهار وزير الآثار والسياحة والذي لقى مصرعه على أيدي مجهولين باغتوه عصر الخميس أثناء مشاهدته لإحدى مباريات كأس العالم وقتلوه. وجرت مراسم تشييع الراحل وسط حضور كثيف من قادة العمل السياسي والشرطي ومواطني الحي. وكان (نهار) الذي عاد مؤخراً من النرويج وهو يحمل الجنسية النرويجية ينوي الاستقرار بالسودان مع زوجته وأبنائه الأربعة. وطبقاً لرواية أهل الحي فإنه كان متحمساً للاستقرار بحي المهندسين حيث رحل في منزله فور تشطيب الطابق الأرضي وأقام فيه ليواصل العمال عملهم في إكمال المبنى وأنه كان عادياً حتى يوم مقتله عندما عاد في الزمن الذي اعتاد العودة فيه ودخل لمنزله لينام ومن ثم سمع الجيران صوت صراخ أبنائه ليجدوه ميتاً وقد غطى الجناة جسده بملاءة. وكشفت مصادر مطلعة بأن الشرطة بولاية الخرطوم قد كلفت فريقا من المباحث الجنائية والمباحث الفيدرالية لمتابعة إجراءات البلاغ وباشرت شرطة المهندسين إجراءات التحقيق في الحادثة باستجواب زوجة المجنى عليه وابنه الذي يبلغ من العمر (11) عاماً والذين أكدوا أن الجريمة وقعت في ظرف دقائق فقط وأنهم كانوا جميعاً يجلسون بالمكان الذي قتل فيه وتناولوا الطعام سوياً وتركوه لوحده ليأخذ قسطاً من الراحة إلا أن زوجته تفاجأت بحركة غريبة بالخارج ثم تفاجأت بباب الغرفة المؤدي إليه مغلقاً فأخذت باباً آخر أوصلها إلى حيث مكان زوجها الذي تفاجأت به مقتولاً. ويبدو أن الجناه خنقوه أولاً حتى لا يصدر صوتاً قبل أن يضربوه. وتحصلت المباحث من ابنه على إفادات مهمة وضعت بعض الأشخاص في لائحة الاشتباه. وتواصل المباحث عملها للقبض عليهم ومواجهتهم بالأدلة التي تشير لتورطهم في الحادثة. ولم يستبعد التحقيق أن تكون دوافع المجرمين هي السرقة واستبعد تماماً أن يكون وراءها عمل سياسي.