يحتفل العالم في الثالث من مايو باليوم العالمي للحريات الصحفية، الذي يستهدف التذكير بالصحفيين الذين قدموا أرواحهم في سبيل مهنتهم، والذين قدموا التضحيات الجسام لكشف الحقائق والتنبيه إلى المخاطر التي تحيط بمهنة الصحافة، ودعوة المجتمع الدولي للتضامن من أجل حماية الصحفيين. ويشكل الثالث من مايو من كل عام التاريخ الذي يُحتفل فيه بالمبادئ الأساسية لحرية الصحافة؛ وذلك من أجل تقييم أوضاع حرية الصحافة في العالم أجمع، وحماية وسائل الإعلام من كل أنواع الاعتداءات والانتهاكات لاستقلالها وتوجيه تحية إلى الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في ممارسة مهنتهم، وقد قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإعلان عن هذا اليوم العالمي في عام 1993، وذلك بعد التوصية التي اعتمدتها الدورة السادسة والعشرون للمؤتمر العام لليونسكو في عام 1991، ويعد هذا اليوم هو فرصة لإعلام المواطنين في العالم أجمع في ما يتعلق بانتهاكات حرية الصحافة. وللتذكير بأن هنالك عشرات من البلدان حول العالم، تخضع المطبوعات فيها للرقابة، وللعقاب، وللإغلاق، ويتعرض الصحفيون؛ من محررين وناشرين، لمختلف أنواع المضايقات، من اعتداء عنيف، واعتقال، وحتى القتل أحياناً كثيرة. ويأتي احتفال هذا العام في ظل استمرار الانتهاكات الجسيمة للحريات الصحفية في مختلف أنحاء العالم، وقد رصدت المنظمة السودانية للحريات الصحفية، في بيان صادر لها أمس، مجموعة من الأحداث فقد شهد الثلث الأول من عام 2017م مقتل ما لا يقل عن (39) صحفياً في (12) دولة من دول العالم. منهم (20) صحفياً في سوريا، وخمسة في المكسيك وثلاثة في العراق وثلاثة في الدومينيكان، وواحد في كل من روسيا وباكستان وليببا والصومال وبنغلاديش وأفغانستان وألمانيا والفلبين، وكذلك جُرح اثنان من الصحفيين في كل من ليبيا والعراق. أما الاعتقالات والمحاكمات، فقد شملت عام 2017 أكثر من (222) صحفياً، منهم (192) في تركيا و(6) في الولاياتالمتحدةالأمريكية وستة في ساحل العاج وخمسة في بيلا روسيا و(4) في إيران، و(4) في كينيا واثنان في زيمبابوي وواحد في كل من نيجيرياوإيران ومالطا. وكانت المنظمة قد رصدت عام 2016م في تقريرها السنوي الذي وزعته على نطاق واسع مقتل (171) صحفياً في (25) دولة من دول العالم، منهم (82) في سوريا، و(16) في العراق و(10) في المكسيك و(8) في اليمن و(6) في الهند و(7) في أفغانستان و(5) في باكستان و(4) في كل من غواتيمالا والبرازيل والصومال و(3) في كل من تركيا وليبيا وروسيا والفلبين، واثنين في كل من جنوب السودان وأوكرانيا، وواحد في كل من فلسطينالمحتلة والأردن وكينيا والكنغو وغينيا وبيرو وفنزويلا وسيراليون والبحرين. وتم اعتقال ومحاكمة أو اختطاف (142) صحفياً في دول العالم عام 2016م. وهنالك حوالى (34) صحفياً تعرضوا لمحاولة اغتيال أو أصيبوا بجراح عام 2016. وبحسب المنظمة، توجد أشكال أخرى من الانتهاكات تضرب مختلف أنحاء العالم، ويتم تسجيل انتهاكات متنوعة للحريات الصحفية، منها اعتقال الصحفيين، ومحاكمتهم، أو ضربهم، أو منعهم من أداء المهنة، حيث تنتشر تلك الممارسات في مختلف أقطار الوطن العربي وإسرائيل وفلسطينالمحتلة، وفي أفريقيا. وكذلك نجد الرقابة على الصحف أو حجبها عن التوزيع بعد الطبع في دول عديدة من ضمنها السودان. وعلى الصعيد المحلي ظلت المنظمة السودانية للحريات الصحفية تصدر مختلف البيانات التي تنبه للأوضاع الاستثنائية التي تواجه الصحافة السودانية والمتمثلة في حجب صحف عن التوزيع بعد الطبع، وتدعو لتجاوز تلك الإجراءات وبسط المزيد من الحريات الصحفية والتحاكم إلى القانون، بالإضافة لانخراطها في إقامة الندوات وورش العمل التي تناقش مختلف القضايا، والدورات التدريبية التي تستهدف تطوير وتأهيل الصحفيين بالعاصمة والولايات، واستناداً إلى المشهد السلبي لأوضاع الحريات الصحفية أصدرت المنظمة توصيات دعت فيها للتأكيد على الحريات الصحفية، والاحتكام إلى القانون في ما يتعلق بالنشر الصحفي والشكاوى، وإيقاف الإجراءات الاستثنائية ضد الصحف والصحفيين وتوفير الحماية الكافية للصحفي، وتمكينه من الوصول للمعلومة المطلوبة والاهتمام بتدريب الصحفيين من قبل الدولة والمؤسسات ذات الصلة والمؤسسات الصحفية تدريباً داخلياً وخارجياً، وتحقيق الاستقرار الوظيفي للصحفي وحمايته من التشرد، فضلاً عن وضع شروط خدمة مجزية للصحفيين تتلاءم مع الدور الكبير الذي يقومون به والمخاطر التي تحيط بهم، وتوفير البيئة المواتية للصحفي لأداء مهامه من حيث المعينات ووسائل العمل والحركة من قبل إدارات الصحف وإعفاء الصحف والمطبوعات الصحفية من الرسوم والضرائب والأعباء المالية الكبيرة التي تؤثر على اقتصاديات الصحف ومساهمة الدولة في تطوير المؤسسات الصحفية وتوفير التسهيلات، والإعفاءات الجمركية الضرورية لورق الصحف ومدخلات الطباعة وإزالة القيود التي تحد من توزيع الصحف، وذلك بتقديم التسهيلات والإعفاءات الضرورية لوكلاء وشركاء وأكشاك التوزيع. وطالبت الأممالمتحدة ببذل قصارى جهدها لتوفير الحماية الدولية للصحفيين في البلدان المتقدمة والنامية على السواء، وذلك بإحياء المادة (19) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتشديد على كافة الدول في تطبيقها دون تمييز، وأن تفضح وتدين الأممالمتحدة عجز الدول التي تجري فيها عمليات القتل والاختطاف والاعتقال والضرب والإهانات شبه اليومية للصحفيين، عن توفير الحماية للصحفيين، بل مشاركة حكوماتها في تلك الممارسات، فضلاً عن دعوتها للدول العربية والأفريقية للعمل على صياغة قوانين تضمن الحريات الصحفية وتحمي الصحفيين من الانتهاكات والمخاطر التي يتعرضون لها والعمل على الالتزام بتلك القوانين في الممارسة العملية، وتوفير المناخ الصالح لممارسة الحريات الصحفية والمساعدة في بناء مؤسسات صحفية حقيقية ومقتدرة، وتوفير البيئة الصالحة لأداء رسالاتها، وتمكين القطاع الخاص من أداء دوره وتوفير البيئة المواتية لعمل الصحفيين من حيث شروط الخدمة، وبيئة العمل، والاستقرار الوظيفي.