قالت الأممالمتحدة، إن انعدام الغذاء يتهدد 40% من سكان جنوب السودان، بسبب الصراع المسلح، والانكماش الاقتصادي، اللذين خلّفا نحو 3,8 ملايين شخص يواجهون "المجاعة"، ويفوق هذا الرقم تصنيفاً سابقاً "للفاو" بمقدار 1,3 مليون نسمة. وحذر التصنيف المرحلي الجديد للأمن الغذائي، الصادر من قبل منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أمس الجمعة، من أن الصراع المستمر والانكماش الاقتصادي المرافق للأحداث في جنوب السودان، جعل 40% من السكان يعيشون مستويات الطوارئ وطور الأزمة المعيشية بصعوبة الحصول على الغذاء. ويضيف التصنيف أنه ما لم تتخذ إجراءات لتدارك الوضع فسيتفاقم، لتصل هذه الأعداد إلى 4,6 ملايين شخص، أي نحو 40 بالمائة من مجموع سكان البلاد، بحلول شهر يونيو. وتشير معلومات "فاو" التي رصدت الأوضاع حتى أبريل، إلى أن معظم الأشخاص المتضررين -ويبلغون ثلاثة ملايين في مستوى الأزمة و800 ألف في طور الطوارئ- يتركزون في شمال شرقي البلاد، وهي منطقة أعالي النيل الكبرى الأشد تضرراً بالقتال. وقال تقرير الفاو، إن أعداداً كبيرة في الجزء الغربي بولاية بحر الغزال، تعاني من تواصل تدهور الظروف نتيجة لامتداد النزاع. ومع تصاعد القتال، يتواصل تشريد أعداد إضافية، فيما يتجاوز ما سجل بالفعل في عام 2014 بنحو 1,5 مليون شخص في تلك المنطقة. وتسبب الصراع في تعطيل موسم الزراعة العام الماضي في ولاية أعالي النيل الكبرى، مؤدياً لتشريد الملايين من رؤوس الماشية وفرار الرعاة إلى أنحاء متفرقة من البلاد. وكشف تقرير "فاو" أيضاً عن أنه بالإضافة إلى 3,8 ملايين شخص يصنفون في مستويات الطوارئ والأزمة، فثمة أربعة ملايين بلغوا مرحلة "الإجهاد الغذائي". ويستحوز شراء الغذاء عادة على حصة كبيرة من إنفاق الأسرة وما يصل إلى 85 بالمائة من دخل فقراء الحضر. ومع تآكل الدخل والانكماش الاقتصادي على نحو متواصل، سيعجز أشد الفقراء في المناطق الحضرية والريفية عن تلبية احتياجاتهم الغذائية.