البلاد الآن تُصاب بمُتلازمتين: فقدان الكوادر المؤهلة - أو نزفها بالأصح - كما أنها لا تجد في ذلك مقابلاً مالياً من العملة الأجنبية، يُعوِّضها بعض تلك الخسائر. الآن يحدث ما هو أخطر: تحوَّل عدد كبيرٌ من المُغتربين من أصحاب المُؤهِّلات والخبرات إلى مُهاجرين للإقامة الدائمة في الدول الغربية. لم يُهاجروا بأُسرهم الصغيرة فقط، بل كثيرٌ من هؤلاء شرعوا في ترتيب أوضاع أُسرهم الكبيرة في الدائرة الأقرب خارج السودان، في القاهرة ودبي.. ألم تذكر جهاتٌ رسميةٌ قبل أيام، أن السودانيين امتلكوا أكثر من ستمائة ألف شقَّة بمصر؟!