عمليات كر وفر في (أبو حمامة) و(بري) استمرت حتى المساء وانتشار أمني أقلّ في وسط الخرطوم مدني وعطبرة الشرطة تستخدم الهراوات وتطلق الغاز المسيل للدموع إصابات متفرقة واعتقال المئات في المدن الثلاث استجابة للدعوة التي أطلقها تجمع المهنيين السودانيين، سيّر آلاف المحتجين سلمياً عدة مواكب في الخرطوم شملت وسط الخرطوم وأحياء البراري ومنطقة أبو حمامة بالسجانة وتقاطع (باشدار) بالديوم الشرقية، إضافة لمواكب أخرى في مدينتي ود مدنيوعطبرة، تم التصدي لها جميعاً بالهراوات والغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص الحي، ما أدى لإصابة العشرات بإصابات متفاوتة، فيما تم اعتقال المئات في مختلف المناطق التي شهدت تلك المواكب.. ** وسط الخرطوم.. انتشار أمني أقلّ شهد وسط العاصمة الخرطوم أمس، احتجاجات سلمية في عدة شوارع استجابة للدعوة التي وجهها تجمع المهنيين بالتحرك في مواكب من عدة مناطق بالخرطوم، وجرت بمنطقة الخرطوم شرق بالقرب من شارع القصر عمليات كر وفر بين المحتجين والأجهزة الأمنية، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات التي كانت تهتف بشعارات تدعو لإسقاط النظام، وفي شارع (21) أكتوبر بالقرب من ملاعب كمبوني بالخرطوم تجمهرت جموع أخرى من المحتجين الذين تفرقوا إلى الشوارع الجانبية إثر ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية. وتدافع العشرات بالقرب من مركز النيلين الطبي وما جاوره من طرقات، أما تقاطع شارع مستشفى الخرطوم مع شارع القصر فقد شهد هو الآخر هتافات من قبل المحتجين الذين تم تفريقهم بالغاز المسيل للدموع. وبحسب متابعات (الجريدة) لم تشهد منطقة وسط الخرطوم أمس، انتشاراً أمنياً مثلما حدث في موكب الخامس والعشرين من ديسمبر الماضي، من خلال تمركز القوات الأمنية والشرطية في أنحاء متفرقة من العاصمة، وبالرغم من ذلك تواجدت قوى أمنية في أنحاء متفرقة بالشوارع الرئيسة كشارع السيد عبد الرحمن وشارع القصر بالإضافة إلى شارع الحوادث. بينما شهدت منطقتي بري وتقاطع باشدار بالديوم الشرقية وجوداً مكثفاً لقوات الأمن تحسباً للموكبين الخارجين من المنطقتين بحسب الدعوة التي أطلقها تجمع المهنيين لتسيير مواكب من تلك المناطق بجانب منطقة أبو حمامة بالسجانة وشارع السيد عبد الرحمن بالسوق العربي. ** بري .. استمرار بلا توقف وشهدت منطقة بري احتجاجات عاصفة حيث خرج آلاف المحتجين وكسروا الطوق الأمني حول شارع المعرض ومنطقة سوق (4) مرددين شعارات تطالب بإسقاط النظام، وقاد شباب ونساء بري احتجاجات في شوارع وأزقة الحي، فيما أطلقت السلطات كميات كبيرة من الغاز المسيل للدموع ورصدت (الجريدة) دخول مدرعات الشرطة تتوغل إلى وسط الحي من شارع مستشفى رويال كير، وأدى إطلاق الرصاص الحي إلى إصابة العشرات، كما قامت السلطات باعتقال العشرات من وسط المحتجين. انطلقت احتجاجات بري في الواحدة ظهراً واستمرت حتى المساء، بعد أن أغلق المحتجون الشوارع الجانبية ومنعوا وصول سيارات الأمن والشرطة، بينما استخدم سكان الحي مكبرات الأصوات الخاصة بالمساجد لحث السكان على الاحتجاج. ** أبو حمامة .. تنظيم الصفوف على الرغم من الوجود الأمني والشرطي الكثيف تحرك موكب منطقة (أبوحمامة) من الناحية الجنوبية متوجهاً إلى شارع القصر حسب خط السير المتفق عليه، وردد المحتجون نشيد العلم وهتافات تطالب بإسقاط النظام وسلمية الاحتجاج وسقوط حكم الإسلاميين، وسط تفاعل المواطنين وأصحاب المحال التجارية وقطع غيار وعمال السيارات.. ورصدت (الجريدة) اعتراض سيارات الشرطة وجهاز الأمن للموكب، حيث كانت ترابط في صينية أبو حمامة وعلى امتداد الشارع، كما أطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي داخل الموكب، ما أدى لتفرقه، وواصلت قوات الشرطة إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وسط مطاردة المحتجين داخل الطرق الداخلية، إلا أنهم انتظموا في تجمعات وتكتلات وسط الحي وجرت عمليات كر وفر بين المحتجين والقوات النظامية، في وقت كسر المحتجون الحاجز الأمني الكثيف بمحطة باشدار وسيروا موكباً بشارع الصحافة زلط وسط تفاعل كبير من المواطنين وأصحاب المركبات الذين عبروا عن تضامنهم الواسع بإطلاق العنان لأبواق السيارات . ** عطبرة .. تجدد الاحتجاج وفي مدينة عطبرة التي انطلقت منها الشرارة الأولى للاحتجاجات التي انتظمت البلاد منذ التاسع عشر من ديسمبر العام الماضي احتجّ المئات من طلاب المدارس الثانوية وطلاب كلية الهندسة مطالبين بإسقاط النظام، وأبلغ شهود عيان "الجريدة" أن الاحتجاجات دخلت إلى السوق الكبير فيما شلت الحركة كلياً داخل المدينة، حيث أغلقت المتاجر والمؤسسات العامة والخاصة أبوابها في وقت مبكر، وشهدت المدينة حالات كر وفر بين المحتجين وقوات الأمن قبل أن يتم إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة وتفريق المحتجين، في وقت شنت السلطات حملة اعتقالات واسعة وسطهم. ** مدني .. (3) ساعات من الكر والفر عند الواحدة ظهراً انطلقت الهتافات من أمام بوابة المستشفى واتجه المحتجون غرباً قبل أن تعترض الشرطة طريقهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع وإغلاق الشارع، ما أجبر نحو (3) آلاف من المحتجين على التوجه شمالاً نحو سوق المدينة، ليتم إغلاق الطريق مرة أخرى بواسطة قوات مشتركة من جهاز الأمن والشرطة التي اعتقلت العشرات منهم. بعد كر وفر تمكن المحتجون من الوصول إلى السوق ثم توجهوا نحو موقف المواصلات العام وشارع البنوك، ليبدأ بعد ذلك مسلسل جديد من الكر والفر بين الشرطة والأمن من جانب والمحتجين من جانب آخر، والذي استمر حتى الخامسة مساءً. ووفقاً لمتابعات (الجريدة) فقد تم استخدام الرصاص الحي في مواجهة المحتجين في عدة أماكن ما أدى لإصابة فتاة في قدمها، إضافة لإصابة العشرات منهم بعبوات الغاز المسيل للدموع، في ظل مشاركة أعداد كبيرة من الأطباء الذين كانوا يسعفون المصابين، ووجود عشرات المحامين لتقديم العون القانوني للمعتقلين الذين تم ترحيلهم جميعاً لمباني جهاز الأمن بالمدينة، فيما لم يسمح للمحامين بمقابلتهم. بعد الخامسة مساءً عاد معظم المحتجين إلى الأحياء لمواصلة الاحتجاجات الليلية مع ملاحظة وجود قدر عالٍ من التنسيق بين بينهم. الجريدة