كإطلالتهُ الأولى على المشهد السياسي عقب رحيل الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي التي أثارت جدلًا واسعًا وقتها، ها هو أمير الدبابين قبيل المفاصلة والقيادي الشاب بحزب المؤتمر الشعبي، الناجي عبد الله، يظهر الآن عبر تصريحات تباينت حولها الآراء. الناجي لدى مخاطبته أمس الأول احتفال طلاب الوطني بمناسبة إحياء ذكرى معركة الميل (40) دعا طلاب وشباب الإسلاميين لإسقاط كل المسميات والجلوس معاً لإنجاز التغيير، مشيرًا إلى أن التغيير مطلوب ولكنه ليس بتغيير من سماهم "الرجرجة والدهماء والمرجفين في المدينة". التغيير في عرف الناجي (ما الذي قالهُ الناجي تحديدًا؟)، كان سؤال العديد من الإسلاميين، وشباب المؤتمر الشعبي على وجه الخصوص، النقدُ كان حاضرًا لخطاب الناجي الذي تحدث عن ضرورة التغيير عبر شورى حقيقية بلا خيانة ولا ضغوط أو نظر لكرسي، والتغيير بحسب الناجي بات مطلبًا يُنجز من قبلهم عبر شورى حقيقية وليس تغييرًا مفروضًا من أمريكا أو الإقليم، معتبرًا أن ذلك يجب أن يتم بعيدًا عن كل المسميات التي لا يجد لها أيّ التزام - على حد تعبيره. الحراك الجاري الكثير من الآراء فسرت تصريحات الناجي بأنها ضد الحراك الحالي والمتظاهرين، لكن السؤال حول دواعي الظهور الآن؟ الناجي عبد الله أشار في تصريح مقتضب ل(السوداني) أمس إلى أنهُ لم يتحدث ضد المتظاهرين أو الحراك، موضحًا أنهُ ليس ضده وأن حديثه عن التغيير مفاده أنه تغيير يتعلق بالإسلاميين والوطنيين وليس تغييرًا مع العلمانيين أو الشيوعيين. حديث الناجي وتوقيته عده البعض رسائل في بريد الراغبين والداعين إلى إقصاء الإسلاميين من المشهد السياسي. ظهورٌ مختلف هذه الإطلالة بطبيعة الحال ليست الأولى للناجي والتي تثير خلفها عاصفةً من الانتقادات والتساؤلات، الناجي عقب رحيل الترابي بث العديد من الرسائل التي حملت موعودًا بفتح ملفات تتعلق بمسيرة الحوار الوطني وأخرى عن اغتيالات، كما طالب وقتها الأمين العام للشعبي المكلف إبراهيم السنوسي بالتنحي ليتولي المنصب د.علي الحاج، كما فتح وقتها النيران في العديد من الاتجاهات عبر نقده للحوار الوطني عقب رحيل الترابي وصدامه مع القيادي بالشعبي عمار السجاد الذي انتقد مواقف الناجي من الحوار. الناجي أطلّ أيضًا عقب إعادة الفريق أول صلاح عبد الله قوش لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، إذ أطلّ وقتها عبر صفحته على فيسبوك: إن عودة صلاح قوش لقيادة جهاز الأمن والمخابرات الوطني ليست مجرد تصفية حسابات، أو صراعات محاور، أو لوبيات، ولعبة كراسي، مشيرًا إلى أن الأمر أكبر وأخطر وأعمق، وقال: "إن ما يجري استراتيجية"، متوقعًا حدوث مفاصلة جديدة، وحقيقية بين الإسلاميين بدأت فصولها الآن. إخوان مصر أحاديثُ وتصريحات الناجي لم تكُن حصرًا على الوضع الداخلي بالسودان، ففي العام 2015م طالب الناجي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بإخلاء سبيل الإخوان في مصر، مشيرًا إلى أن الحديث عن الدبلوماسية قد انتهى "ارفع يدك تسلم"، وإن المقام ليس للكلام والخطب وإنما لتحرير أخوانهم من المعتقلات، واعتبر وقتها أن أيّ يد تمتد للإسلاميين في مصر تمتد لهم قبلهم وأن خروجهم القادم سيكون جيشًا جرارًا يخرج في سبيل الله وستكون بالزي العسكري والأسلحة وإنهم سيقطعون الأيادي المرتجفة في الخرطوم. عزاء الترابي الناجي انتقد أيضًا في وقتٍ سابق قيادات المؤتمر الوطني وأنهم نصحوا الرئيس البشير بعدم المشاركة في تشييع الترابي. الناجي خاطب وقتها بحديثه الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حامد ممتاز الذي رد عليه معترضًا وأنهُ على استعداد للقسم على المصحف، بأن المكتب القيادي لم ينصح البشير بالسفر. تفاصيل المفاصلة في العام 2016م أطل الناجي بتفاصيل قبل وقوع المفاصلة أُشير وقتها إلى أنها أسرار تُنشر للمرة الأولى منذ وقوع الانشقاق بين الإسلاميين إلى جانب تفاصيل آخر اجتماع قبل استفحال الخلافات، محملًا مسؤولية المفاصلة إلى تيار وصفهُ بأنه قوي ومتمترس في الحزب الحاكم، واتهمهم باختطاف مشروع الدولة الإسلامية، وأكد أن كثيرًا من المشاركين في مذكرة العشرة ذكروا له أنهم غُرِّرَ بهم وبرَّرَ ما حدث بأنهم كانوا دروايش، وأضاف: "الآن بعد كل تلك الصدمات الخطيرة التي تعرضنا لها وعينا".