ليس من وظائف الجيش العمل في السياسة، ولا من طبيعته أن يحكم البلاد، خاصة بعد أن جُرِّب في هذا الصدد لبضعٍ وخمسين عاماً من (1958 – 1964) ومن (1969 – 1985) ومن (1989 – 2019)، لم تجنِ منها البلاد أية مكاسب حقيقية، بل تراجعت على كافة المستويات، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وتدهورت الأحوال باستمرار وتقسمّت البلاد وانفرط العقد الاجتماعي، وأصاب التدهور الجيش نفسه فتراجعت قوته وقل انضباطه وفقد الكثير من لمعانه وقوته على حساب بعض المليشيات والقوات الرديفة التي ما كان لها أن تبرزُ لولا انشغال المؤسسة العسكرِّية بالفعلِ السياسي اليومي وتعظيمه على دورها الوظيفي المهني الأسمى والأنبل.