جددت قبائل المسيرية رفضها لإجراء الإستفتاء بمنطقة أبيي بمعزل عنهم ، كما رفضت التوقيت الذي حددته الآلية الإفريقية لإجراء الاستفتاء في أكتوبر القادم، وعزت ذلك لأن مواطني المسيرية سيكونوا خارج المنطقة في ذلك التوقيت. وقال ناظر عموم المسيرية مختار بابو نمر فى تصريح ل(المركز السوداني للخدمات الصحفية) السبت إن إجراء الإستفتاء لتحديد مصير منطقة أبيي دون إشراك قبائل المسيرية سيكون مصيره الفشل بإعتبارهم أهل المصلحة الحقيقيين، مؤكداً تمسك المسيرية بحقهم الأصيل في أبيي وعدم التنازل عنه تحت أي ظروف. وأكد نمر أن إنحياز بعض الدول الغربية لدولة جنوب السودان في قضية أبيي من شأنه إشعال فتيل الأزمة بالمنطقة وجرها إلى نزاع مستمر، نتيجة محاولات القفز على الحلول التي تتبناها دولتي السودان وجنوب السودان. وقال نمر إن الأولوية الآن لتكوين المؤسسات المدنية الخاصة بإدارية المنطقة والمجلس التشريعى والسيطرة على ألأوضاع في ظل عدم وجود حكومة محلية، مؤكداً أن الحل الوحيد لحسم النزاع حول أبيى يكمن في التعايش السلمي بين المسيرية ودينكا نقوك. واتهمت لجنة العرف الأهلية بين قبيلتي (المسيرية والدينكا انقوك) حكومة دولة جنوب السودان بوضع العراقيل أمام الترتيبات الجارية لعقد مؤتمر التعايش السلمي بين الجانبين و مجهودات التقارب بعد الأحداث التي شهدتها منطقة (آبيي) مؤخرا ، وأدت لمقتل ناظر الدينكا كوال دينق ، و16 من أبناء المسيرية . وقال بشتنة محمد سالم رئيس لجنة العرف في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية الجمعة : "إن الحركة الشعبية تقوم بتحريض السلاطين والعمد من الدينكا ، وتشترط عليهم إشراكها في أية محاولات للتواصل مع المسيرية بجانب تهديدهم ومنعهم من الاجتماع بالمسيرية، إلا بموافقة الحركة الشعبية وتنفيذ شروطها. وأوضح سالم أن عدة اتصالات تمت مع عدد من السلاطين والعمد من الدينكا للالتقاء في منطقة محايدة من أجل حل القضية في إطار العرف الأهلي المتبع ..مضيفا أن أعيان الدينكا موافقون على ذلك ، إلا أن الحركة الشعبية تضع العراقيل أمامهم. وأكد بشتنة أن إزالة التوتر بالمنطقة مرهون بالتعايش السلمي بين القبيلتين بجانب إبعاد الأطراف الأخرى، مشددا على أن العرف السائد كفيل بحل كافة الإشكالات مهما كانت نوعيتها. ووصف حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم في السودان خطوة دولة جنوب السودان في التعبئة لاستفتاء منطقة آبيي في أكتوبر القادم بسياسة فرض الأمر الواقع،واتهمها بالتحامل والتعامل بأساليب الضغط على الحكومة السودانية . وقلل أمين أمانة آبيي بحزب المؤتمر الوطني محمد بابكر بريمة في تصريح لصحيفة "الأخبار" السودانية الصادرة الجمعة من شأن دعوة رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت لأبناء قبيلة "الدينكا انقوك" في المهجر والجنوب للتصويت في الاستفتاء حول المنطقة في أكتوبر ، وقال إن الحديث من طرف واحد لا يخدم قضية آبيي . وأضاف بريمة قائلا "إن الجنوب يعمل على فرض سياسة الأمر الواقع علينا في إجراء الاستفتاء في أكتوبر،مستبعدا اعتراف السودان بما يدور في الجنوب من تعبئة ، وأوضح أن الخلاف حول تكوين المفوضية لم يحل ، مجددا رفضه تعيين رئيس أجنبي للمفوضية . وأكد بابكر استعداد الحكومة السودانية للجلوس مع حكومة جنوب السودان وحل الخلاف حول إجراءات الاستفتاء وتكوين المفوضية ، مشددا على رفضهم القاطع لقيام الاستفتاء في موعده المزمع ، واتهم دولة الجنوب بالعمل على توطين مواطنين ليسوا من أبناء آبيي يتبعون إلى "ملوال وبحر الغزال" للتصويت في الاستفتاء .
