عاشت الخرطوم الثلاثاء يوماً طويلاً شهد إتساع رقعة المظاهرات إلتى بدأت محدودة في الصباح بمدينة الثورة في ام درمان لتمتد وتعم ليلا جميع أحياء العاصمة وخرج آلاف المواطنين من منازلهم واشعلوا النار في الاطارات وسيطروا على شوارع رئيسية في العاصمة . وبحسب روايات متطابقة لشهود عيان ان مجموعة من القتلى سقطوا خلال المظاهرات و حسب طبيب من مستشفى النو انه عاين ما لايقل عن ثلاث جثث بالمستشفى الواقع في ام درمان قتلوا بالرصاص ، مؤكداً ان زملاء له في مستشفيات أخرى ابلغوه بوجود قتلى لكنه لم يحدد عددهم. ونعى مدير تحرير صحيفة الأيام السابق والصحافي السوداني المقيم بقطر حسن البشاري طالباً في المدرسة الثانوية يدعى احمد حمد النيل منصور ، قال انه سقط قتيلاً في إحتجاجات الثورة. وهتف المحتجون الغاضبون بسقوط النظام مطالبين في بعض المناطق الرئيس البشير لأول مرة بتسليم نفسه للمحكمة الجنائية الدولية، وفيما فشل البوليس في السيطرة على المظاهرات وتفريقها بام درمان ،واحتمى بمقاره حيث هاجم المتظاهرون مراكزا للشرطة محاولين إقتحامها. واتسعت مساء أمس الثلاثاء رقعة الاحتجاجات وشهدت مناطق الكلاكلة جنوبالخرطوم مظاهرات عنيفة رشق خلالها المحتجون رجال الشرطة بالحجارة واحرقوا اطارات السيارات بينما سمع الاهالى دوى طلقات نارية كما انتظمت الاحتجاجات مناطق المزاد والكدرو بالخرطوم بحرى علاوة على تفجر الاوضاع بضاحية الفتيحاب بامدرمان. وقالت شرطة ولاية الخرطوم فى بيان عممته ليل الثلاثاء أن مجموعة ممن وصفتهم بالمخربين أضرموا النيران في بعض الممتلكات العامة والخاصة، وانها اوقفت مجموعة المتهمين في أعمال التخريب. وقالت الشرطة في بيانها ، أن أجزاء من محليتي كرري وأمبدة شهدت مظاهرات محدودة، حيث قامت مجموعة كانت تجمعت في محطة للمواصلات الرئيسية بشارع الشنقيطي في حوالي الثامنة صباحاً، بحصب قوات التأمين بالمنطقة، وحرق مجموعة من الممتلكات العامة والخاصة تبعتها تظاهرات في محلية أمبدة، نجم عنها إتلاف بعض الممتلكات العامة وعربات المارة. واوضح البيان أن مجموعة من معتادي الإجرام المندسين وسط المتظاهرين نهبوا بعض المحال التجارية، و تمكنت الشرطة من القبض على بعضهم وإستردت المسروقات، كما ألقت القبض على مجموعة من المتهمين في أعمال التخريب. الى ذلك قالت نائب رئيس البرلمان ، أن حرية التعبير السلمي حق مكفول بحكم الدستور، ولكنها شددت على أن أي عمليات تخريب للمنشآت العامة وممتلكات المواطنيين، ممنوع وبعاقب عليه القانون. وطالبت بعدم استغلال الإجراءات الاقتصادية لعمليات التخريب. وأوضحت سامية أحمد محمد في تصريحات صحفية الثلاثاء أن الحكومة بذلت جهوداً مقدرة في سبيل سعيها لتمليك الحقائق حول الإجراءات الاقتصادية الأخيرة ورفع الدعم عن المحروقات، للقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات والهيئات الشبابية والطلابية. وأعربت عن أملها في تفهم المعارضة لتلك الإجراءات بموضوعية، مؤكدة ، أنها على قناعة بأن المعارضة الوطنية تملك التمييز بين خلافاتها السياسية مع الحكومة، وصحة قرار رفع الدعم. وأضافت نائب رئيس البرلمان، أن عدداً من الجهات عابت على الحكومة تأخرها في إنفاذ قرار رفع الدعم التدريجي للمحروقات، باعتبارها أعاقت الإصلاحات الاقتصادية. وأكدت أن الأسعار بالأسواق يمكن ضبطها بتفعيل آليات الرقابة على الأسواق، مضيفة أن قرار رفع الدعم لمصلحة المواطن في تأمين التوازن الاقتصادي بالبلاد. ووجه حزب المؤتمر السوداني المعارض انتقادات لاذعة الى النظام الحاكم واتهمه بتجويع السودانيين واستفزازهم بتصريحات غير مقبولة وطالب السلطات بعدم الافراط في استخدام القوة وقمع المحتجين معلنا اعتزامه اقتلاع الحكومة واعادة الحكم الى الشعب. ورأى بيان صادر عن المؤتمر السوداني وهو فصيل تابع الى تحالف المعارضة انه لاحياة ولامستقبل للسودانيين الا باسقاط الحكومة وزوال حزب المؤتمر الوطني الحاكم.